أبرز العناوينتحقيقات وتقارير

السائقون بالأجرة عبر “التطبيقات”: الشركات تاكلنا لحم وترمينا عظم

انتشرت في السودان في الآونة الأخيرة فكرة تطبيقات طلب سيارات الأجرة عبر الهواتف الذكية، والتي تقوم أصلاً على “منفعة متبادلة” تعتمد فيها الشركات على سيارات المواطنين دون أن تتحمل أي خسارة في الصيانة أو الوقود أو تكلفة رأس المال الضخم لبناء أسطول، ويكسب الأفراد الذين يديرون هذه التطبيقات مليارات الجنيهات دون أي أتعاب أو مجهود يُذكر مقابل هذه الأرباح الطائلة كما يقول سائقون إستطلعتهم (كوش نيوز)، ويقول أحد السائقين بالأجرة عبر أحد التطبيقات الشهيرة ” الشركات هي المستفيده بتأخُد 10% منك، بينما أنت كسائق تخسر عربتك ففي البداية تكون السيارة بحالة جيدة جداً ومُصانه وتحقق فائدة لأيام محددوة ، بعدها تبدأ في الأعطال لإستهلاكها إسبيرات (التكييف والإطارات والمساعدات…إلخ) وعند الذهاب لصيانتها تُفاجأ أن تكاليف الصيانة أكثر من الدخل طيلة الأشهر التي عملت فيها، نسبة لغلاء الإسبيرات في السودان والصيانة مُقارنة بالفائدة البسيطة التي تكسبها.
وأضاف آخر : أن شركات التطبيقات تاكلنا لحم وترمينا عظم، نظرية العمل في هذه الشركات مصروفات الصيانة لصاحب السيارة أكبر من الدخل”، بينما تحدث “إبراهيم” وهو موظف يعمل في إحدى هذه الشركات قائلاً : الفكرة مبنية أصلاً أن تأخذ المشوار الذي في طريقك للعمل أو السوق أو أي وِجهة لك، ولكن المؤسف أن معظم المشاوير لاتكن في طريقك نفسه فتضطر للذهاب إلى العميل أمام منزله داخل الأحياء، في شوارع سيئة وُمهلكة لسيارتك، ثم تكتشف أن وجهته نفسها لاتطابق مع وجهتك تماماً ، ويكلفك ذلك محروقات وجُهد وعناء”.
فيما تحدث السائق “صالح ابراهيم” لكوش نيوز قائلاً : ” شغله ما جايبه حقها وفيها إهلاك لعربتك، المستفيدة الشركات التي تجني من كل مشوار 10% وتسخر غيرها لخدمتها” .
فيما أفاد سائق آخر رفض ذكر إسمه قائلاً : هناك مقولة متداولة “سواق التاكسي لا بغنى لا بفقر، الفكرة مُجدية أكثر للشركات والزبائن وبشكل أقل لأصحاب السيارات، ويمكن أن تكون كدخل إضافي ولكن لايُعتمد عليها كمشروع وحيد للسائق يعتمد عليه، لتتفادى إهلاك سيارتك بإمكانك أن تختار المشاوير المناسبة والتي في طريقك، فهي خدمة تقوم على مصلحة متبادلة مابين الأفراد الذين يديرون هذه التطبيقات وأصحاب السيارات والزبائن” .
وعلق “معتز” “مشكلتي كلها في العمل مع البرستيج حيث لايسمح برستيجي أنا أحمل زبون بسيارتي الخاصة ويجلس بالمقعد الخلفي ويجعل منظري في الشارع كسائق عنده في سيارتي التي أملكها خاصة البنات” !
وتشير (كوش نيوز ) أن فكرة طلب سيارات الأجرة عبر التطبيقات بدأت بأوبر عام 2008.
في يوم باردٍ وشاتٍ في باريس حين لم يتمكن ترافيس كالانيك وصديقه جاريت كامب Garrett Camp من الحصول على سيارة أجرة في شوارعها التي تملأها الثلوج، فالتمعت لهما فكرة تطبيق هاتفي يحضر لك سيارة لنقلك بضغطة زر.
وتم تأسيس الشركة عام 2009 في سان فرانسيسكو تحت اسم UberCab. وقد أطلقت أوبر رسميًا تطبيقها على الهواتف الذكية عام 2011 والذي كان يوفر للركاب سيارات سوداء فاخرة في المدن الأميركية الكبرى ثم توسعت الشركة للعديد من المدن العالمية، حتى وصلت عام 2015 لأكثر من مليار عملية إركاب، ولمن لا يعرف معنى كلمة Uber، فهي كلمة ألمانية تعني “above” أي “فوق”.
وفي السودان تم تطبيق الفكرة حديثاً ومن أشهر هذه التطبيقات ترحال، مشواري، ليمون السودان، ايزي تاكسي، تيليتاكسي وغيرها .
وتبقى الفكرة في صالح المواطن تتيح له تنقلاً مريحاً بأجرة منافسة لعربات الأجرة التقليدية، وإن اختلف أصحاب سيارات الأجرة عبر التطبيقات في جدواها.
ابومهند العيسابي
الخرطوم (كوش نيوز)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى