تحقيقات وتقارير

أعضاء من الكونغرس في الخرطوم قريباً.. الوفود الأمريكية.. أسرار الحج لبلاد النيلين

 

 

كثفت الوفود الأمريكية القادمة من مختلف أرجاء بلاد العام سام زياراتها إلى السودان في الآونة الأخيرة. ومن بين الواصلين إلى البلاد كانت وفود الكونغرس والخارجية ورجال المال والأعمال عقب انتقال البلدين إلى مرحلة التواصل الإيجابي حسب خارطة الطريق المتفق عليها بين الطرفين قبل بدء المرحلة الثانية من الحوار السوداني الأمريكي، بشأن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب توطئة للتطبيع الكامل.

 

 

واللافت أن غالبية هذه الوفود الواصلة للخرطوم طابعها اقتصادي تعنى بفتح مجالات استثمارية في السودان حيث أبدت وزارتا المالية والتجارة الأمريكيتان وعدد من الجهات الاقتصادية الأمريكية من بينها بنوك و(مجموعة الأعمال للتفاهم الدولي) المكونة من عدد من الشركات الأمريكية خلال جلسات النقاش ضمت وزير المالية محمد عثمان الركابي بواشنطن، أبدت رغبتها بالدخول في العمل الاستثماري في السودان.

 

 

وكانت الإدارة الأمريكية رفعت في أكتوبر العام المنصرم، عقوبات اقتصادية وحظراً تجارياً على السودان، مفروضاً منذ 1997، وفق خطة المسارات الخمسة التي تم التفاوض عليها.

 

 

توصيات جديدة

في نوفمبر الماضي، سلمت الإدارة الأمريكية الحكومة السودانية، قائمة توصيات للتفاوض عليها في المرحلة الثانية بهدف رفع اسمه من قوائم الدول الراعية للإرهاب، والتي تقبع فيها الخرطوم منذ العام 1993 وأعدتها مجموعة عمل السودان بـمجلس الأطلنطي وهي جهة غير رسمية تضم عدداً من رجال الأعمال الذين لهم علاقة قوية بالمتنفذين في الإدارة الإمريكية وتهتم بالاستثمار في افريقيا، وترى أن في السودان مجالات هي الافضل للاستثمار الأمريكي.

ويبدو أن التركيز منصب على المجالات الاقتصادية في الجولة الثانية من المفاوضات بين الخرطوم وواشنطون واضحاً وطاغياً على لقاءات الطرفين.

 

 

حزمة متكاملة

اعتبر الخبير الاقتصادي، ورئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني الأسبق د. بابكر محمد توم الاهتمام بالجانب الاقتصادي في التفاوض بين السودان وأمريكا مؤشراً إيجابياً وجيدًا في اتجاه تحسّن العلاقات، مضيفاً أن الغرض من الزيارات المتكررة للوفود التي تضم بعض رجال الأعمال والاقتصاديين، الغرض منها الطمأنينة بوجود حوار جارٍ لحل النزاع المسلح في عدد من الولايات، وذلك لأن الأمريكيين ظلوا مغيبين عما يدور في السودان لسنوات طويلة.

 

 

وقال د. بابكر لـ (الصيحة) إن على السودان الاستفادة بدرجة قصوى من الاهتمام الذي أبداه الجانب الأمريكي بالاستثمار في السودان، وعلى الحكومة أن تخطف زمام المبادرة بتصميم مشروعات اقتصادية لتقديمها للوفود الأمريكية خاصة وأن هناك شركات أمريكية كبيرة أبدت رغبتها في الاستثمار في مجال البترول، بجانب تشجيع القطاع الخاص السوداني على زيارة أمريكا والعودة لتأسيس مجلس رجال الأعمال السوداني الأمريكي الذي كان موجوداً في فترة السبعينات على أيام الرئيس الراحل جعفر نميرى، وأيضا جمعية الصداقة السودانية الأمريكية، وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني التي يجب الاهتمام بتشجيعها للسفر لأمريكا لعكس مناخ التعايش الذي في السوداني ومسح الصورة الذهنية السالبة لدى الأمركان بأن السودان يرعى الإرهاب.

 

 

ونبه د. بابكر الحكومة بالسعي لعمل جماعة ضغط (لوبي) من رجال الأعمال الذي يأتون ضمن هذه الوفود لجهة أن أي لوبي من رجال الأعمال في عهد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب سيكون له تاثير قوي في توجه السياسة لأنه له المقدرة في شرح المصالح المفقودة للجانب الأمريكي نتيجة إدراج السودان في قائمة الإرهاب.

 

 

وأكد بابكر حاجة السودان لدخول الأمريكيين دون غيرهم لعدد من الأسباب في مقدمتها الاستفادة برفع اسمه من قائمة الإرهاب بجانب امتلاكهم تقانة متطورة في كل المجالات، والمهارات والخبرات في السوق العالمي، وكل هذا لابد أن يكون مسنودا من قبل السودان بحرية صحافة وبرلمان قوي وإحياء جميعات الصداقة، وإتاحة الفرصة للمعارضة لإيصال صوتها، وختم بتفاؤله بالاهتمام بالاقتصاد بدلاً من السياسة.

 

 

واعتبر الخبير الدبلوماسي السفير د. الرشيد أبوشامة الوفود الاقتصادية الأمريكية الواصلة إلى السودان بأنها تأتي ضمن تحركات يقوم بها القطاع الخاص ولا علاقة لها بالإدارة الأمريكية بغرض الاستثمار بعد أن رفعت الإدارة الأمريكية الحظر الاقتصادي المفروض على السودان فهذه زيارات ميدانية.

 

 

وأضاف أبوشامة لـ (الصيحة) إنه لا يمكن باي حال من الأحوال ربط هذه التحركات برضا الإدارة الأمريكية من عدمه، لأنه هذا قطاع خاص له حرية الحركة، ولا يتقيد بالموقف الرسمي للدولة. مشيراً إلى أن الكونغرس بين عضويته كثير من رجال المال والأعمال الأمريكان.

 

 

مضيفاً أن تعامل الولايات المتحدة سياسياً مع السودان مربوط بتحقيق عدد من المطالب في جانب الحريات والمرأة والحريات الدينية، متوقعاً أن تؤدي هذه المطالب لتعطيل خطوة إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب بعض الوقت، ونبه أبوشامة إلى اهتمام الوفود بالتعرف خلال زيارتها على الأحوال السياسية والتعرف على المناخ السائد فيها.

 

 

وختم أبوشامة بأنه لا رابط بين زيارة وفد الكونغرس والخارجية، وزيارات القطاع الخاص، واصفاً الأمر بأنه مسألة تزامن ليس إلَّا، مضيفاً بأن هذه الزيارات استكشافية خاصة بعد إقالة وزير الخارجية لقراءة الموقف السوداني، مشيراً إلى أن الزيارات المتكررة للوفود حتى وإن ضمت رجال أعمال فهي لا تعني تحسن العلاقات.

 

 

الطيب محمد خير

الخرطوم(كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى