وزير الصحة الاتحادي بحر إدريس أبو قردة: علاج زوجتي بالهند ليس تشكيكاً في الطب السوداني ولكن ..!

بمجرد تسرب أخبار تفيد بسفر وزير الصحة الاتحادي بحر إدريس أبو قردة للهند في الثامن من شهر إبريل الجاري مرافقاً لزوجته المريضة لتلقي العلاج في أحد مستشفيات أحمد أباد بالهند ظهرت موجه من النقد والهجوم على أبو قردة وامتلأت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من الهجوم على الرجل باعتباره القيّم على مشروع الصحة والمسئول الأول عن الحقل الطبي مما اعتبر استفزازاً للشعور السوداني وضرباً لمشروع توطين العلاج من الداخل عرض الحائط وتساءل البعض : هل تلقي العلاج بمشافي الهند يعتبر تشكيكاً في الطب السوداني ؟ لاستجلاء الحقيقة التي ربما تكون غائبة في بعض الأحيان انتظرت التيار وصول الرجل من الهند وأجرت معه حواراً في صالة كبار الزوار بالمطار فماذا قال ؟

 

في الحقيقة أنا أولاً مستغرب جداً من الإثارة التي صاحبت وأعقبت زياتنا للهند !! مع أن الموضوع عادي جداً فلا أعرف ما السبب في هذه الضجة ؟

 

 

والله أنا أحب أن أقول لك حقيقة قد تكون غائبة عن الرأي العام السوداني بل وغائبة حتى عن من كتبوا مستنكرين سفري للهند لمرافقة زوجتي المريضة وأقول لك إن زوجتي مريضة بالغضروف في الفقرة الخامسة وأجريت لها عملية جراحية معقدة للغاية في العام 2009 في مستشفى ساهرون لكنها ومع ذلك لا زالت تعاني من آثار المرض ولم يكتب الله لها الشفاء بعد العملية الجراحية وظلت تعاني باستمرار لدرجة أنها (لو مشت وتحركت تتعب شديد وربما لا تستطيع مواصلة المشي).

 

حقيقة لجأنا للبروفيسور أبو بكر السنوسي الذي أجرى لها عملية جراحية في مستشفى رويال كير وكانت بالغة الخطورة ومعقدة للغاية مما يعني أن زوجتي تم إخضاعها لعمليتين جراحيتين والأخيرة كانت قبل 5 أشهر لا أريد أن أقول لك أن العملية الأخيرة فشلت لو ذلك فلن أكون دقيقاً لكنها لم تكن بالصورة المطلوبة.

 

طيب دعني أكمل لك حديثي.. بعد العملية أجرى البروفيسور أبو بكر السنوسي اتصالات بزملائه الأطباء في الهند وأوصى بضرورة سفر زجتي لتلقي العلاج بالهند.

 

يعني بحسب ما سمعته من البروفيسور أبو بكر السنوسي أن فرص نجاح العملية هنا قد تتضاءل لدرجة كبيرة خاصة وأن زوجتي أجرت عمليتين جراحيتين خطيرتين مما اضطرنا نستجيب لتوصية البروف السنوسي الذي اتصل بأحد معارفه من الأطباء بالهند لكن نحن حقيقة وبعد أن التقيت بالسيد أحمد البدوي صاحب شركات أميفارما الذي يحتفظ بعلاقات جيدة بأحد الأطباء هناك ومن ثم ذهبنا إليه لعرض الحالة التي تعسرت مؤخراً علنا نجد علاجاً شافياً لها.

 

أنت في رأيك أعمل شنو ؟ ما في أية خيارات وأنا في تقديري مسألة العلاج هذه مسألة تقديرية تخضع لظروف الشخص المصاب أو بقية أفراد أسرته ليقرروا في حالته لأنهم أدرى بظروفهم.

 

دعني أكون صريحاً معك المسألة هذه يجب أن ننظر إليها من زاوية الأبعاد الإنسانية وأن ننأى بها عن المزايدات هذا مرض خطير  وزول خضع لعمليتين جراحيتين يعني مساحات تحسن وضعه الصحي بدأت في التراجع ولهذا لا بد من تلافي أية مخاطر مستقبلية ولهذا لجأنا للعلاج بالهند وبعد التوصية الصادرة من البروف السنوسي بضرورة استكمال العلاج هناك بعد إجرائه اتصالات بالهند بطبيب لكن نحن تعالجنا عند طبيب آخر.

 

أنا كشخصية انخرطت في العمل العام أتوقع كل شيء ولا أستبعد أي شيء لكن بصراحة – لا أريد أن أقول إن هناك حملة إعلامية منظمة انطلقت ضدي – لكن بعض من كتبوا لم يكونوا موضوعيين بسبب عدم إلمامهم بالظروف المحيطة بالظروف التي تمت فيها عمليتين جراحيتين داخل البلاد والثالثة بالهند.

 

أنا في الحقيقة لا أستبعد الاستهداف وفي المقابل أتحمل تبعات ذلك لكن يؤسفني أن أعبر لك وبكل وضوح أنني مظلوم ولا أجد من ينصفني!!.

 

الطاقم الذي يعمل معي بوزارة الصحة الاتحادية يعلم تمام العلم أنني خدمت بلدي خدمة ممتازة منذ أن توليت هذه الوزارة وسخرت كل جهودي وطاقتي لتطوير الحقل الصحي وقد لا تصدق أنني أعمل طيلة اليوم وبلا توقف وفي كثير من المرات أكون موجوداً بالوزارة ولا أخرج منها إلا بعد الساعة التاسعة مساء هذا طيلة أيام الأسبوع ولا أذكر متى ذهبت لييتي بالنهار.

 

مؤكد هذا واجبي بل والإنسان غير منزه من الكمال فالكمال لله صحيح قد لا أكون أديت العمل بالصورة المطلوبة لكني بذلت جهوداً كبيرة لإصلاح حال الوضع الصحي ومع ذلك لم أجد من ينصفني وأتعرض لهجوم بين الفترة والأخرى قد يكون بعضه موضوعي وكثير منه غير موضوعي.

 

كرجل عام أؤدي دوري المطلوب مني غير منزعج للتناول الإعلامي الذي أصاب شخصي – خاصة من الأستاذ عثمان ميرغني الذي هاجمني بعنف في عموده حديث المدينة – حقيقة لم أنزعج لكني في المقابل شعرت بالظلم وهو شعور مؤلم وحارق.

 

دعني أوضح لك شيئاً مهماً ابتداء أنا من أنصار تلقي العلاج والتداوي داخل مستشفياتنا ولي ثقة كبيرة في الطب السوداني وأنا راعٍ للحقل الصحي وأتحدث لك من موقع المسئولية أن زوجتي أجرت عمليتين بالداخل.. طيب ماذا يعني هذا ؟ يعني حرصنا على أهمية أن نتعالج بالداخل وأتمنى ألا ينظر للموضوع بعيون سياسية بل بمنظار إنساني بعيداً عن المزايدات ماذا أفعل وقد استنفدت كل مراحل العلاج بالداخل خاصة وأن الطبيب المشرف على الحالة هو الذي قام بإجراء الاتصالات بأحد أصدقائه الأطباء الهنود بغرض استكمال العلاج هناك؟

 

نعم نعم توطين العلاج بالداخل قد يكون مفهوماً بطريقة خاطئة كل الدول بعض رعاياها يتعالجون خارجها حتى في أرقى البلدان المتطورة في المجال الطبي يلجأ بعض سكانها لتلقي العلاج خارج بلدانهم خذ مثلا ألمانيا فقد وجدت أجانب ألمان يتعالجون في الهند بل ومن أمريكا وبريطانيا وقابلت سودانية قادمة من إيطاليا تطلب العلاج بالهند رغم التطور الطبي لكن هناك بعض التخصصات قد لا تتوفر في بلدك أحياناً ما العيب في أن أتعالج بره ؟ هل العلاج بالخارج جريمة ؟ أنا أسال من انبروا للهجوم علي وأقول لهم : (هل المطلوب من المسئول لو ما لقى العلاج في بلدو يموت يعني؟) ولا يطلب العلاج ما استطاع إليه سبيلاً ؟ ولو ما في مخرج ما الحل ؟

 

يا أخي الحمد لله مشروع توطين العلاج بالداخل شعار  رفعته وزراتنا ونحن نطبقه بياناً بالعمل وأنا أكثر من عمل له وفي عهدي شهد قفزة نوعية كبيرة غير مسبوقة نحن نقلنا الخدمة العلاجية بالقرب من المواطن فمنذ العام 2012 نجحنا في تشييد أكثر من 50 وحدة علاجية و400 مركز صحي وتأهيل ما يقارب من 101 مستشفى ريفي والحمد لله توزيع 1409 اختصاصي بالولايات مع كامل معداتهم والآن بالنسبة لمرضى غسيل الكلي لن تجد مريضاً يأتي للخرطوم لتلقي العلاج لأن لدينا 66 مركز غسيل كلي ومع ذلك لا ندعي الكمال .

 

والله العظيم الحكومة ما دفعت ولا جنيه واحد !! فنفقات العلاج بالكامل جهد شخصي ومنصرفات خاصة بنا.

 

والله أكون صادق معاك آي زعلان وبعض من كتبوا جانبتهم الموضوعية ولكن هناك من كتب مدافعاً عني ودعوا لنا بالشفاء العاجل فلهم الشكر.

 

حاوره: الهادي محمد الأمين

الخرطوم (التيار)

Exit mobile version