أبرز العناوينتحقيقات وتقارير

وزير نعتهم بـ”قلة الأدب.. ووالٍ أهدر دمهم صحافيون في مواجهة بركان الغضب الرسمي

الخرطوم: عبد الرؤوف طه

السمة البارزة لعلاقة المسؤولين الحكوميين وقبيلة الصحافيين هي المشادة والجدل لا شيء سواهما، حيث يصنف المسؤول الصحافة بأنها خصمهم الأول، إذ تترصدهم وتنقل كل أخطائهم ومثير أقوالهم.

بالمقابل يرى قطاع عريض من الصحافيين أن الجهات المسؤولة دائماً ما تلقي باللائمة في كل شيء على الصحافة وتنظر لحملة الأقلام بريبة وشك.

مؤخراً ازداد الجدل بين الصحافة والمسؤولين، وانفتحت سيرة العلاقة بين الطرفين بعدما وصف وزير النفط صحافيي البرلمان بسوء الأدب.

فلاش باك

لم يكن وزير النفط والغاز د. عبد الرحمن عثمان الأول أو الأخير الذي يهاجم الصحافيين ويدمغهم بـ (قلة الأدب)، فقد تعرّض الصحافيين لعدد من كبير من النعوت الشبيهة. فقبل عام تقريباً وصفت عضو الحوار الوطني تراجي مصطفى الصحافيين بـ”المرتشين” مما حدا بعدد منهم أن يخرجوا من المنبر الذي كانت تتحدث فيه. بينما اضطر البعض منهم للدخول في ملاسنات حادة مع تراجي انتهت بنسف المنبر ومقاطعة أخبار النائبة.

قبلها دخل وزير الموارد البشرية السابق كمال عبد اللطيف على عهده بالوزارة في خلاف حاد مع أحد الصحافيين كاد أن يتطور لاشتباك بالأيدي لولا تدخل بعض الأجاويد الذين كانوا حضوراً مما اضطر الصحافي لتقييد بلاغ جنائي ضد الوزير.

كمال أيضاً لم يكن وحده من السياسيين أو المسؤولين الذين خاضوا حرباً لفظية ضد الصحافة والصحافيين، فقبل سنوات قريبة لم يتورع والي سنار السابق أحمد عباس إغلاق الهاتف في وجه كاتب صحافي معروف قبل أن يعود ويقول في أحاديث سابقة إن الصحافيين لا يستحقون الحياة.

قبل عامين أيضاً، تقريباً كان النائب البرلماني والوالي الحالي فضل المولي الهجا يقول إن الصحافيين أشد خطراً على الحكومة من المعارضة ذاتها، وإنه ينبغي استبدال محرري التغطية بالبرلمان بآخرين من أنصار الحكومة.

وفي شهر رمضان المنصرم شهدت خيمة الصحافيين ملاسنات حادة بين وزير البيئة بولاية الخرطوم حسن إسماعيل وأحد الصحافيين. ولم يتردد إسماعيل في وصف الصحفي بأنه يكتب من أجل الولاة.

والي الخرطوم الحالي الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين لم يتوان في الاستخفاف بأحد الصحافيين في مؤتمر صحافي نُقل على الفضائيات مباشرة سائلاً الصحافي بطريقة استفزازية (بالله انت بقيت صحفي كيف).

كيف تستقيم العلاقة؟

خلق علاقة مستقيمة بين المسؤولين والصحافيين تتطلب نوعاً من عامل الثقة فكلا الطرفين ينظر للآخر بعين الشك، فالمسوؤل يرى في الصحافي خصماً بينما يرى الصحافي في المسوؤل هدفاً في كل الأحوال.

غير أن للصحافي ومراسل صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أحمد يونس راياً مغايراً إذ يقول إن المشكلة ليست في الصحافي أو المسوؤل وإنما في عامل الحريات الصحفية وكيفية الحصول على المعلومة في ظل انعدام الحريات.

قائلاً، إنه طالما كانت الحريات مقيدة، فإن التوتر بين الصحافيين والمسوؤلين سيظل قائماً، ثم يعود يونس ويقول لـ (الصيحة): كثيرون من المسؤولين ضعيفي القدرات في أعمالهم ومهامهم ويظنون أن الصحافة خصم عليهم لأنها تكشف ضعفهم ومن هنا تنشأ حلقة من التوتر بين الطرفين.

بينما عاب يونس على الصحافيين طريقتهم في الحصول على المعلومة قائلاً إن طرائق بعض الصحفيين في الحصول على معلومة من المسؤولين تسبب حرجاً في بعض الأحيان.

لا للإثارة

الصحافي والمحلل السياسي محمد حامد جمعة يرى أن التعامل بين الصحافي والمسؤول يبنغي أن يقوم على الود والاحترام وعدم الإثارة.

وحول غضبة وزير النفط وهجومه على الصحفيين يقول جمعة إنه من حيث المبدأ فإن الهجوم مدان والمسؤول يجب أن يكون حريصاً على خلق علاقة تكاملية مع الصحافيين. ويضيف بأنه كان يجب على الصحفيين تحويل امتناع وزير النفط عن الحديث الصحافي لمادة صحفية مصحوبة بوصف دقيق لتفاصيل حركاته منذ دخول البرلمان إلى حين رفضه الحديث.

وقال جمعة لـ (الصيحة) إن هنالك بعض المسؤولين لديهم علاقات مميزة مع الصحافة مستشهداً بحالة الوزير إبراهيم غندور الذي تربطه علائق مميزة مع أهل الوسط الصحفي. أيضاً عاب جمعة على الصحافيين جنوحهم للإثارة في مسألة رفض المسؤولين التصريحات الصحفية وتهييج الرأي العام، وقال إن التعامل مع المسؤولين يحتاج لبرتكول وتحضير جيد قبل طرح الأسئلة، ثم تقدير للمسوؤلين حتى يتوافر الاحترام، ومن بعد يأتي طرح الأسئلة بنوع من اللباقة بعيداً عن الاستفزاز .

الوزارة توضح

في المقابل أصدرت وزارة النفط والغاز، تصريحاً أمس أكدت فيه احترامها وتقديرها لكافة الوسائط الإعلامية المختلفة، والتزامها بالوضوح والشفافية في تمليك المعلومات للرأي العام. وقالت إن أبوابها مفتوحة لكل أهل الإعلام وكتاب الرأي العام من أجل تمليكهم المعلومات الصحيحة والرد على كافة الاستفسارات فيما يلي الوزارة .

وحسب التصريح، فقد نفت الوزارة خروج وزير النفط والغاز غاضباً من جلسة المجلس الوطني عقب تقديم بيانه للبرلمان. وأوضحت الوزارة أن الوزير خرج مسرعاً للحاق بجلسة مجلس الوزراء المهمة. وأكدت الوزارة احترامها الكامل لكافة وسائل الإعلام وتعتبرها السلطة الرابعة في نقل ما يدور من أحداث داخل الوزارة، معربة عن أملها أن يكون تناولها بمهنية عالية، وأن الوزارة لم تغلق أبوابها أمام كافة وسائل الإعلام حرصاً منها على التواصل معها في تغطية أنشطة الوزارة.

الخرطوم(كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى