حوارات

بعد تماثله للشفاء.. الدكتور عمر محمود خالد أنا كويس وناس (الفيس بوك) كتلوني بالحياة

 

أتحدى أي (راجل)  بقعد في البيت أكتر مني و ما فاضل إلا يرسلوني الدكان للبصل والزيت

كل قصائدي كاتبها في (زوجتي ) والغريبة لسه شايفني طفل

 أمي وأبوي  مدفونين في قبة واحده وجدي شيخ الإمام المهدي

 

بقدر ما كان سبباً في سهرنا قلقا عليه وعلى حالته الصحية ليعود اليوم ويصبح سببا لأفراحنا وسعادتنا ونحن بجواره مستمعين لحديثه البسيط الذي يتعالى على روح الحرف ويخرج منه بكل منابع الإحساس كم كنا محظوظين والدهشة هي (الاتكلمت) قبل الأيادي العيون هي (السلمت) وأنا بين مصدق وما صدق والطبيب الإنسان يتحدث عن سر توازنه وحقيقته كشاعر ومهنته كطبيب  حاورته (بأدب) فيما يخص الذوق الطب و(الأدب) فصدح لنا بأشعار (تنقط عسل ) لم يكتف بل وضعنا موضع شهادة لظروف عبوره لحد (القيف)

والذي  جاء به من أراضي طيبة أبرز ملامحها  الخضرة والوجه الحسن والماء (الجزيرة ) احتوته فكانت تلك الظروف والبيئة التي وجد فيها جده  وأباه هما  شيخا الخلوة و المسيد وأمه  تقوم بخدمة الحيران حافية القدمين

حاورنا (الزول)  السمح والطبيب الفنان والشاعر الإنسان فكانت الدهشة في زمن اللا دهشة فمعا إلي ماقال :

* داخل محيطك العملي (عيادتك ) الصورة تتحدث وكانه  متحف أو مزار تاريخي لما كل هذه التفاصيل وماذا تعني لك ؟

– هذا عالمي يفسر انتمائي وتوجهي وماتراهم جزء من تاريخ يهمنى ويبرر اختيار هؤلاء هم التاريخ رموز وأشخاص أسهموا بقدر كبير في رفد كل الساحات السياسية والاجتماعية والثقافية والأدبية والرياضية الجزء الغربي به صوره لأول رئيس مر علي المريخ وحتي اخر صوره لرئيس النادي ونحن في المريخ أخوة نعشق النجمة ونهوى وماتبقي صور لزعماء سياسيين  مروا على البلاد واحدثوا حراكا وتاثير أما البقيه صور لي ابان فترتي كطالب في حنتوب وجامعه الخرطوم أضافه الى اسرتي

والدتي وجدي محمد شريف نور الدائم شيخ الامام المهدي ووالد( محمد سعيد العباسي)أحد شعراء العربية الاربعه وللمعلوميه (محمد سعيد العباسي ) اسم واحد وابنه الطيب صاحب النوادر الادبية والشعريه ومنها يافتاتي  التي طرحت بعدا أخر بتطرقه للعنصرية الوجدانية .

* مع الزخم الهائل للمسميات (دكتور شاعر وإعلامي ) يتسامى ارتباط روحانى (صوفي ) استنتجته من بساطتك وزهدك الذي أراه أمامي ماقولك ؟

– حينما تفتحت عيني في الفريجاب بالمسيد  كان جدي هو شيخ المسيد ووالدي شيخ الخلوة وأمي تقوم بخدمة الحيران

وعندما حل بنا المقام بطابت مدينه جدي أستمر النبض الروحي ولمن لايعرف (طابت ) جيدا هي المدينة التي تتنفس أدبا وشعرا استمر فيضي وتشبعي كل الظروف والمشاهد كانت تؤكد أنني ساصبح هكذا وفي حنتوب السنة الاولى وجدت ان أستاذ اللغه العربية ومشرف الصف هو الشاعر الكبير الهادي ادم وبذلك كل محطاتي الحياتية كانت تقودني نحو هذا الدرب .

* حديثك يشير الى انك تمتلك حلقة تواصل داخلي تجعلك (درويشاً ) عند بعض المقامات ؟

– لا أحتمل أي ايقاع أهتز طربا مع الطار وتاخذني  دقات النوبه

الي عوالم لاترى بالعين المجردة

هذه العوالم هي التي تستدعي النص وتخلق لي (زمانا ) فاضلاً يجعلني امارس مهنتي وهوايتي بابداع .

 * ولما لم تنزل هذه الحالة الى أراضي الشعر والأدب ؟

– لدى نصوص أوجزت فيها بيئة الجزيرة بخضرتها وتقابه الخلاوي وشكل والدي واستقباله بحفاوة لضيوفه كلها أوجزتها  في متى أراك ، أراك حين تشرب الأرياف روعه القمر وعندما أبي يستقبل الضيوف حافيا وعندما يرتل القرآن في السحر

كيف لا أصف هذه البيئة شعرا وأمي وأبي مدفونان في قبة واحده جوار جدي الشريف نور الدائم شيخ الإمام المهدي

* في بعض الحالات يكون المستقبل مكشوفا لذوي البصيرة السليمة وهذا يدعونا لطرح استفهام وهو هل تنبأت يوما بالحال الذي انت علية الأن ؟

– أذيعك سراً أقوله لأول مره وأنا  في الثانوي بحنتوب (كنت كاتب في دولابي د. عمر محمود خالد ) وفي داخلية المك نمر كنت أصدر صحيفة يومية تحمل أسم البورت .

* كان لك تصريح من قبل مفاده (أتحدى أي راجل بقعد في البيت أكتر مني ) ماذا تعني بذلك ؟

– ضحك وقال أنا بفطر في البيت وبتغدى في البيت وبصلي المغرب في البيت (مافاضل إلا يرسلوني الدكان للبصل والزيت ) .

* خمس سنين ، حلم الأماسي ، لما جيت راجع بدونك واخريات المدقق في تفاصيل هذه النصوص يستدرك أنها تدور في فلك واحد ماقولك ؟

– ملاحظة نبيهة أستدراكك مفاده يعود الى انها مكتوبة في شخص واحد وهي زوجتي (ناهد ) خمس سنين كتبتها ونحنا في غربة من بلادنا (ليبيا ) بعد مرور خمس سنوات من فراقنا هذه الديار وسط تفاصيل كثيرة شعوب وأقوام وطقوس وصحاري كانت فيها أختي وصديقتي ،دياري وأم أولادي كتبتها فيها حبا وتقديرا لها وحلم الأماسي نفسها مكتوبة فيها قبل الزواج وقصائد أخرى ذات صلة بها .

* المبدع قلق ومتمرد بطبعه كيف كان شكل ذلك علي النطاق الاجتماعي ؟

– محيطي الأسري  تحمل عبء هذا التمرد والقلق بكل ود  وحب وعلي وجه الخصوص زوجتي التي كانت ولازالت ترتب لي فوضتي وتتعامل معها بكل حنان وعطف وكانني طفل بريئ لازال يتلمس خطواته الأولى  في الدروب الحياة كتبت لها هذه الكلمات حتى يتثنى لي مبادلتها الحب بالوفاء .

بلاقيك في الامان والخوف ، وفي همس الهوى الفضاح

وبطرك في شتاء الأيام ، وفي صحو الصبا الممراح

وأقالدك في نغم طربان وأشوفك ياسماح وفلاح ندى وأطفال وعز ممدود على الأجيال ’ودار معروشه بالافراح

* كيف يستطيع الأديب أو المبدع تسيير الهامه وأحساسه للكتابة باستمرار ؟

– كل شي له موعد الفكرة والمبدأ هو الحب والتصالح مع عاطفتك أمر الكتابة لايخرج من دائرة احترام الذات البشرية والجمال

وفي النهاية نحن رسل للمحبة والسلام وحمامة تنسج عشها من الإلفة والأفراح

* رغماً من حلقة دورانك التي طافت بك كثيرا من دول العالم والبلاد الا أنك محتفظ بتشكيل (حضري وقروي )

– لأنني لأتنكر علي طبيعتي التي تسببت في تشكيلي اعطتني الطبيعة كل شى جميل ومبدع شكلتني المشاهد الصور والتضاريس وبيئتي هي الجغرافيا الابداعيه التي حصدت من حقولها  كل الجمال .

وأنا لازلت عائشاً على الفطرة بين أهلي وأبناء شعبي ألتقي بهم في الأزقة والحواري والطرق العامة والحواشات .

نمتلك أكثر من 900 أيقاع  وأنهارا وبحارا صمغا وذهبا أخضر وأصفر معادن وتعددية في القبائل والأنسان الا أننا لازلنا نتسائل من نحن ولأي محيط ننتمي ؟

-نحن سودانين لا نصلح أبدا لأي تصنيف هذا هجين حالم أخذ الأجمل من الأفريقية والأنبل من العربية وحتى على مستوى الانفتاح الخارجي كنا أول الشعوب إطلاله علي أوروبا والعالم المتقدم

وخيرنا استفادت منه  دول أخري لم نستفد من قدراتنا وتعدديتنا فبدلا من أن تكون مصدر قوة باتت ثغرات ونقاط ضعف .

* بالاتجاه الى منحى آخر نرى أن هناك قلة في الطرح والبث للأعلام الصحي في الوسائط الرسمية والخاصة لماذا ؟

– قبل الرد على المحور لابد أن أحي رائد الأعلام الطبي الراحل الدكتور أبوعبيده مجذوب الذي استفدت منه كثيراً

وبالنسبة للرد قلته ناتجة من انه يعتمد علي المبادرات لاتوجد خطة برامجية واضحة له وحتى (صحة وعافية ) كانت مبادرة من الجنرال حسن فضل المولي والبرنامج بأجمعه قائم على مجهود خاص يبدأ بالإعداد والتحضير والاتصال بالضيوف وللمعلومية ضيوفي لايؤخذون أي مقابل مادي تجاه ما يقدموه من أفكار .

* بسبب (صحة وعافية ) هل حدث خلاف بينك وتلفزيون السودان ؟

– لا يوجد أي خلاف بيني وتلفزيون السودان هذه مجرد أقاويل وامتداد لحملة الإشاعات .

* بالعودة لمحور الإعلام الصحي انتم تطالبون بالتثقيف  أذا أمنا انه لايوجد حتى علي مستوى الوسائط الرسمية كيف سيطبق علي مستوى المجتمع والناس ؟

– بالمحاولات الفردية والمبادرات في النهاية خيره يعود على الناس بتجنب الأمراض والأزمات .

* في برنامجك ذائع الصورة والصوت الملاحظ انك دائما ماتقوم باستضافة شخصيات من طرف واحد  ؟

– لان البرنامج توعوى تثقيفي يعتمد علي أرقام وحقائق متوفرة بالنسبة لكافة الضيوف الذين أقوم بتقديمهم للمشاهد والخط التحريري له تثقيفي وليس قضية .

* الشاشة لا تمثل المشاهد يجب أن يكون لك دور تجاه الحملات التوعوية والتثقيفية أين أنت من ذلك ؟

– موجود بقدر المستطاع فيما أتيح لي من ظهور على مستوى المنابر والبرامج الأرشادية والتثقيفية وحتى على مستوى الأدبية والفكرية ودوري أكبر من ذلك في هذا الأطار لدى مساهمات حتى على مستوي حالات فردية وجماعات

* بوصفك شاعر وأديب لما لم تقوم بمعالجة أزمات الحقل الطبي شعراً وأدباً ؟

– قدمت نماذج شعرية كثيرة ذات الصلة بهذا المحور إلا انه لم يكتب لها الانتشار

* طالما أن هناك أعمال كثيرة لم تجد الانتشار إذا كيف تسوق لأعمالك الأدبية ؟

– لم أسوق لأشعاري قط كل من تغنى لي محمد الأمين محمد ميرغني صلاح مصطفي جميعهم سمعوا قصائدي وأعجبوا بها فقاموا بغنائها .

* من بوابة الخروج

– أبو آمنه حامد قال دكتور عمر محمود خالد نجح في حفظ التوازن بين حقيقته كشاعر وبين مهنته كطبيب فهو ملتزما باخلاقيات مهنته وشفاف تجاه نصوصه، وأنا كويس وناس (الفيس بوك) كتلوني بالحياة.

حوار: علي ابوعركي 

الخرطوم (الدار)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى