أبرز العناوينتحقيقات وتقارير

نهايته مع المناصب تكون بالإقالة.. “عصام البشير”.. حكايته مع (الحفر)!!

على نحو مفاجئ أصدر الرئيس البشير مرسوماً جمهورياً قضى بإقالة الرئيس العام لمجمع الفقه الإسلامي عصام البشير – الذي يتواجد حالياً بالكويت – وتعيين عبد الرحيم علي خلفاً له في خطوة لم تجد تفسيراً حتى الآن باعتبار أن عصام البشير يعد أقرب الدعاة للرئيس البشير لكونه رئيساً لمجمع الفقه الإسلامي بدرجة وزير اتحادي كمستشار للتأصيل، علاوة على إنه خطيب وإمام مجمع النور الإسلامي بكافوري حيث يؤدي البشير صلوات الجمعة والجماعة في المسجد الذي يقع بالقرب من مقر سكنه بذات الحي البحراوي ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن إبعاد عصام البشير من رئاسة مجمع الفقه الإسلامي على هذا النحو يعيد للذاكرة النهايات غير السعيدة لكل المناصب التي يتولاها عصام البشير وتنتهي بإبعاده بسيناريو حزين ومفاجئ.

الخرطوم: الهادي محمد الأمين

تحدي الوزارة

فالشاهد أن رحلة عصام البشير مع الحفر والدفن والقص مرتبطة بمسيرة حياته فالرجل كان عضواً بالتنظيم العالمي للأخوان المسلمين الذي يقع تحت رئاسة المرشد العام للأخوان المسلمين بمصر ونال عضوية الموقع باعتباره شخصية إخوانية بارزة حيث يعد السودان البلد الوحيد الذي يتم تمثيله في عضوية مكتب الإرشاد العالمي فالعضوية الأولى من نصيب المراقب العام لأخوان السودان والعضوية الفخرية الثانية للدكتور عصام البشير الذي يشار إليه كشخصية عالمية ولكن انتهت عضوية عصام البشير في مكتب الإرشاد العالمي للأخوان المسلمين – ومقره بالقاهرة – بعد ختام فصول حزينة من كتاب عصام مع الأخوان المسلمين حيث اتفقت قيادة الأخوان المسلمين السودانيين في عهد المراقب العام الأسبق الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد لوضع نهاية لعلاقة الأخوان بعصام البشير التي انتهت بتوصية صادرة من مجلس شورى الجماعة تطالب بإعفاء ممثلها في حكومة الوفاق الوطني – عصام البشير – الذي كان يشغل حقيبة الإرشاد والأوقاف منذ العام 2001 وحتى العام 2006 ومخاطبة المؤتمر الوطني باستبدال عصام البشير بممثلها الجديد سامي عبد الدائم يسن في وزارة التنمية والرعاية الاجتماعية بديلاً لعصام البشير، الأمر الذي أغضب عصام البشير وفضّل خيار الاغتراب والهجرة من الخرطوم للاستقرار بالكويت بعد أن قدّم استقالته من تنظيم الأخوان المسلمين بصورة نهائية وإعلان انضمامه للمؤتمر الوطني ليصبح عضواً بالمكتب القيادي.

مطبات تنظيمية

غادر الرجل الخرطوم مغاضباً ليتم تعيينه أميناً عاماً لمركز الوسطية بالكويت بدرجة وزير في وقت تصاعدت فيه وتيرة التطرف الديني بمنظومة دول الخليج العربي إثر التحاق مجموعات شبابية كبيرة بتنظيم القاعدة ليتم وضع الرجل في هذا المنصب للمساهمة في خفض وفرملة ظاهرة التطرف الديني في عموم دول الخليج العربي والكويت على وجه التحديد ومن المفارقات النادرة – وفقاً لتسريبات – ظهرت وقتها في الكويت فإن الأخوان المسلمين ومعهم أعضاء بمجلس الأمة (البرلمان الكويتي) ومجموعات ضغط أخرى حفروا لعصام البشير لتنهي الحلقة بإعفاء عصام البشير من موقعه المرموق في مركز الوسطية وفي ذات الوقت تنتهي معه عضويته بالمجلس الوطني حيث كان عصام البشير عضواً برلمانياً في جميع دورات المجلس الوطني (المعيَّن) و(الانتقالي) و(المنتخب) حيث وضع اسمه ضمن قائمة المغضوب عليهم وقتها أمثال أمين بناني ولام أكول وعصام البشير حيث تم اسقاط عضويتهم من المجلس الوطني ومن يومها فارق البشير قبة البرلمان.

النهاية المحزنة

وبعد عودة عصام البشير للخرطوم قام بتأسيس منتدى النهضة والتواصل الحضاري بجانب إمامته لمسجد الشهيد بالمقرن مناصفة مع إمامة الشيخ عبد الجليل النذير الكاروري قبل انتقاله لمجمع النور بكافوري ثم تعيينه في العام 2012 رئيساً لمجمع الفقه الإسلامي بعد وفاة أول رئيس له وهو البروفيسور أحمد علي الإمام ومنذ اختيار عصام البشير رئيساً لمجمع الفقه الإسلامي أوجد المرسوم الرئاسي حالة عدم رضا وتململ من جانب الطرق الصوفية، ويكشف رمز صوفي بارز في حديثه لـ”التيار” أن الطرق الصوفية بتشكيلاتها المختلفة تضررت من وجود عصام البشير في رئاسة المجمع باعتباره شخصية – خلافية لا وفاقية – بحسب محدثي الذي قال إن البشير يميل لـ(لتيار الوهابي) جاعلاً مجمع الفقه منصة انطلاقة للسلفيين الذين سيطروا على مفاصل العمل في المجمع وهو أمر مزعج ويدعو للقلق لكون أن المجمع قومي ويتبع لمؤسسة الرئاسة ويتعين على رئيسه ألا ينحاز لأية جهة.

تحولات في الملعب

غير أن تحولات كبيرة حدثت داخل المجمع تحولت وفق تلك الظروف العقيدة الأشعرية التي هي عقيدة أهل السودان والمذهب المالكي والتصوف لانتقالات سلفية في العقيدة وفقهية أدت لاستبدال المذهب المالكي بالحنبلي وصدرت فتاوى المجمع لتعبر عن وجهة نظر واحدة لا تراعي الواقع السوداني لكونه أصبح منبراً أو منصة وواجهة للسلفيين لدرجة استصدار فتوى تحريم الذِّكْر الجماعي والأوراد وفتاوى أخرى تم بموجبها تحرير بلاغات ضد ائمة مساجد يتبعون للطرق الصوفية باعتبارهم خالفوا فتوى معتبرة صادرة من مجمع الفقه الإسلامي حيث تم اعتقال إمام مسجد الشيخ البشير بالثورة الحارة التاسعة وهو د . عبد الرحمن الشيخ البشير المحاضر بجامعة بالسودان فتحوا فيه بلاغ مادة الإزعاج العام بجانب الصمت السلبي للمجمع عن قضايا كثيرة تضررت منها الطرق الصوفية حيث لم يكن له دور في الإجراءات التي اتخذت في حق الشيخ العركي الذي اتهم بممارسة الدجل والشعوذة علاوة على أن تمثيل الصوفية داخل المجمع كانت عبارة عن عضوية فخرية أو وجود رمزي بحيث لا يستطيع العضو المنتمي للصوفية إحداث أي تغيير وأن إدارات المجمع تقع تحت سيطرة الإسلاميين المرتبطين بالسلفيين كعبد الحي يوسف وعلاء الدين الزاكي أو سلفيين لهم تواصل عميق مع الإسلاميين كالشيخ محمد الأمين إسماعيل وحسن الهواري وإسماعيل عثمان بينما وجد الصوفية أنفسهم خارج الملعب.!!

الخرطوم(كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى