تحقيقات وتقارير

الحسن الميرغني.. صحوة ضميرك ..!

ربما ينطبق على رئيس قطاع التنظيم بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، محمد الحسن محمد عثمان الميرغني، رائعة الفنان،بلال موسى (صحوة ضميرك) التي جاء فيها: (صحوة ضميرك، جات لي بعد ما قلبي وحناني.. أديتو غيرك، بعد إيه تطراني)، ظل الحسن الميرغني بعيدا عن اللقاءات والمشاركات العامة، وضعيف في المشاركات السياسية، وحتى الفعاليات التنفيذية، ذلك ماجعل قيادة الدولة زاهده فيه، للدرجة التي قال فيه رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، مقولة مشهورة، (لوكان الحسن ينتمي للمؤتمر الوطني لفصلته) ..! غاب الحسن عن جلسة افتتاح الهيئة التشريعية القومية، يوم (الاثنين) الماضي، والتي خاطبها رئيس الجمهورية، كما هو البروتوكول عادة، وحضر الميرغني بشكل مفاجئ جلسة البرلمان يوم (الأربعاء) الماضي، أي بعد يومين، وشهد جزءًا من المداولات بالبرلمان حول خطاب رئيس الجمهورية.. عقب ذات الجلسة، عقد الحسن اجتماعا قصيرا لبضع الوقت مع نواب من حزبه، بمكتب نائب رئيس البرلمان، القيادية بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، عائشة محمد صالح، ثم عقد الحسن مساء ذات اليوم مع الكتلة البرلمانية لنواب حزبه، بـ(دار أبوجلابية) بالخرطوم بحري، اجتماعا بحث فيه عددا من القضايا.

تقرير: محمد سلمان

اجتماع دار أبو جلابية

نقلت مصادر موثوق بها ، بأن مساعد أول رئيس الجمهورية، رئيس قطاع التنظيم بالحزب الاتحادي الأصل، الحسن الميرغني، قد دعا نواب حزبه بالبرلمانية، لاجتماع بـ(دار أبوجلابية) بحث خلاله، بلورة رؤية للحزب، بشأن تعديل القوانين المطروحة، والتي تعتزم الدولة إجازتها في مقبل الايام، ومن بينها قوانين (الانتخابات، الاحزاب، الصحافة المطبوعات)، والدستور، وقال المصدر : “الحسن الميرغني، ترأس الاجتماع الذي دعا له، وناقش خلاله الملف الاقتصادي، وبلورة رؤية للحزب حول الوضع الاقتصادي بالبلاد، والملف القانوني”، وذكر المصدر، بأن الحسن، طالب نواب حزبه، بالاستعانة بالخبراء والمختصين في المجال، الاقتصادي، والقانوني، وعقد ورش عمل للخروج برؤية كلية متفق عليها، وشدد الحسن الميرغني، على ضرورة أن يحدد الحزب رأيه : هل هو مع تعديل الدستور؟ أم لا؟ وهل يجاز الدستور الدائم عبر البرلمان الحالي؟ أم يرجأ إلى ما بعد انتخابات (2020)م، كما نصت وثيقة الحوار؟ ونقل المصدر بأن بعض أعضاء الاجتماع قد انتقدوا التعديلات الكثيرة التي طالت الدستور الانتقالي، ونبهوا لضرورة أن يكون الدستور وثيقة مقدسة لايطالها التغيير من وقت لآخر.

تباعد خطوط

أقر نواب الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل بالبرلمان، بأن (الكتلة البرلمانية) لنواب الحزب كان أداؤها في الفترة السابقة ضعيفا، ووجهوا نقدا ذاتيا لأدائهم الجمعي، وقال نواب – بحسب المصدر- : “الكتلة كانت خطوطها متباعدة، ولم يكن هناك ترتيب بين الأعضاء في كثير من القضايا، لبلورة رؤية أو موقف للحزب بشأنها”، وأمن الاجتماع على ضرورة إعادة هيكلة الكتلة البرلمانية للحزب، بما يمكنها من تحقيق أهدافها، والتصدي بقوة وترتيب ووعي لكافة القضايا الوطنية، لكن الشاهد إن ماينطبق على الكتلة البرلمانية لنواب الاتحادي الاصل، ينطبق على كافة (الكتل البرلمانية) للاحزاب، والتكتلات، بالبرلمان، فبإستثناء كتلة (التغيير)، التي يقودها أبو القاسم برطم، والتي يمثل معظم عضويتها النواب المستقلون، لاتوجد كتلة فاعلة في البرلمان، ويشير مراقبون في حديثهم  إن الكتلة البرلمانية لنواب الحزب الاتحادي المسجل، تعاني أيضا ذات حالة السكون، ونادرا ما يتبلور عنها موقف موحد إزاء العديد من القضايا، فيما يستنفر حزب المؤتمر الوطني الحاكم عضويته لاجازة وتمرير ما يريده بـ”الاغلبية الميكانيكية”!

ليست وحدها

وفي الأثناء أعلن فيه القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، دكتور علي السيد، رفضهم لاجازة الدستور الدائم للبلاد، ونبه إلى أن مخرجات الحوار الوطني، لم تنص على ذلك، وقال لـالتيار يوم السبت : “الدستور الدائم للبلاد، لابد أن يأخذ الحوار حوله وقتا طويلا، ونقاشات مستفيضة”، معلنا عن رفضه إجازة الدستور الدائم عبر البرلمان الحالي، لجهة أن القوى الممانعة للحوار غير ممثلة فيه، وزاد : “يجب أن تشترك في نقاشات الستور كل القوى السياسية، وليس قوى الحوارالوطني”، واردف : “لذلك يجب إجازة الدستور الدائم بعد انتخابات (2020)، إذا جرت انتخابات حقيقية”، ويشدد علي السيد على ضرورة إشراك كل القوى السياسية في الدستور الدائم للبلاد، الحاكمة والمعارضة.

لامانع من التعديل

لايمانع القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، علي السيد من إجراء تعديل على الدستور الحالي، بما فيه التعديل الذي يمكن الرئيس البشير، من الترشح لدورة رئاسية جديدة حال اتفقت القوى السياسية على ذلك – على حد تعبيره- ووصف السيد الدستور الانتقالي الحالي الذي يحكم البلاد بـ”الممتاز”، ونوه إلى أن وثيقة الحقوق والحريات الموجودة بهذا الدستور الانتقالي، تعد من أفضل ما ورد في شأن الحقوق، لكنه نبه لضرورة إجراء بعد التعديلات عليه، لتحقيق المواءمة بين بعض القوانين والدستور، ومواكبة مخرجات الحوار الوطني، واستيعاب ماتبقى منها داخل الدستور، وطالب علي السيد بحذف بعض التعديلات التي تمت على الدستور قبل الانتخابات (2020)، خاصة تلك المتعلقة بـ”تعيين الولاة”، وشدد على ضرورة حذف هذا التعديل على يكون اختيار الولاة بالانتخاب، وقال : “لابد أن نحذف هذه التعديلات حتى يكون هذا الدستور ديمقراطيا كاملا”، ورأى بأن الانتخابات يمكن أن تجرى في ظل هذا الدستور الانتقالي، على أن يجاز الدستور الدائم للبلاد بعد الانتخابات، مهما يكن من أمر فإن أجتماع الحسن الميرغني بالكتلة البرلمانية لنواب حزبه، حرك الساكن في الحزب، ويتساءل البعض عن الصحوة المفاجئة للحسن، هل هي لمواكبة القضايا الراهنة؟ أم إن الرجل أحس بأن البساط يمكن أن ينسحب من تحت رجليه بالحزب؟ لذلك عاود الاجتماع بنواب حزبه بالبرلمان، خاصة وأن معظمهم يدينون له بالولاء المطلق، على عكس الوزراء، الذين دخل الحسن الميرغني في خلافات مع بعضهم.
الخرطوم(كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى