كشفت جولة نظمتها وزارتي الثقافة والإعلام والسياحة ووزارة الصحة ولاية الخرطوم أمس عن مشاكل عديدة تعانيها مستشفيات الريف الشمالي، شملت الزيارة مستشفى (الجزيرة اسلانج، والسروراب) للوقوف ميدانياً على أوضاعها، وتركزت جل المشاكل حول توفر الكوادر الطبية بكل مستوياتها، ولم تقف عند ذلك بل هناك مشاكل أخرى تعانيها وقفنا عندها لعكسها بكل شفافية حتى تسعى السلطات لإيجاد سبل لمعالجتها، من خلال المساحة التالية حقائق تروى على لسان العاملين بتلك المستشفيات فإلى التفاصيل.
أم درمان: حمد سليمان
تعطل
مشاكل عديدة أفصح عنها العاملون بمستشفى الجزيرة اسلانج بينها عدم وجود أجهزة رسم للقلب إضافة لأجهزة الموجات الصوتية والمناظير، وحكى أغلبهم عن تعطل موازين الضغط إذ إنها لا تغمل سوى قليلاً ومن ثم تتوقف، مريض يرقد بمركز غسيل الكلى حضر للمستشفى من ولاية غرب كردفان اسمه عثمان زكريا محمد طالب من الإعلاميين إيصال صوته وأردف قائلا:” كل العاملين يتعاونون معنا ولم نجد منهم تقصيراً لكن المشكلة الوحيدة عدم وجود مولد كهربائي وعندما يقطع التيار الكهربائي يتوقف الدم ويتجلط أنا أطالب المسؤولين بتوفير المولد الكهربائي، وأضاف: أنا جاي من ولاية كاملة ما فيها مركز غسيل كلى”.
ممرضة تقول أنا أعمل منذ فترة دون أن يتم توظيفي حتى، وأعمل كمتعاونة فقط بلا مرتب، ويعطونا مبلغ (800) جنيه فقط، وعدد من المكاتب دخلت إليها لم أجد بها مكيفات وبعض المراوح متعطلة.
ظروف قاسية
أحد الكوادر العاملة بالمستشفى يقول إن هناك نقصاً في الكوادر وبعض العمال يعيشون في ظروف صعبة لا يستطيع أحدهم دفع مبلغ المواصلات للوصول للعمل، ولدينا مشاكل في تأخر الطلبيات وعندما يتم إحضارها تصبح غير كافية ويتم الإيفاء بأقل من نصف الطلب.. مريض أخر وجدته ينتظر دوره لإجراء عملية له بدأ حديثه بشكواه من رداءة الحمامات وقلة الفراشات (العاملات) بالنظافة بالمستشفى وطالب وزير الصحة البروفيسور مامون حميدة بزيارة المستشفى بنفسه للوقوف على مشاكلها، وقدم المريض شكره للطبيب عبد الخالق لدوره الكبير في المساهمة في تشغيل المستشفى، وأضاف: “عطل مجمع العمليات أدى لتأخير عمليتي لأيام وعلمت بأن أهل القرية هم من قاموا بمعالجة الأمر وأطالب وزارة الصحة بدعمها والوقف على مشاكلها”.
غياب
عضو مجلس الأمناء بمستشفى الجزيرة اسلانج إبراهيم الأمين عثمان، يقول لـ(التيار) يوم الخميس تعاني المستشفى من الغياب المتكرر للأطباء والكوادر المساعدة، وظل هذا الأمر لمدة طويلة إضافة لتعطل وابور الكهرباء منذ ما يقارب الـ(15) يوماً وفي ذات المنحى لم نجد تجاوباً من قبل الوزارة تجاه المتطلبات التي ندفع بها، وآخرها إصلاح الوابور أو تغييره لأنه أصبح متكرر الأعطال، ولدينا مشكلة في النظام العام وهناك عدد من الكوادر ظلوا يعملون دون أن يتم توظيفهم، وشغالين بالمجان، لدينا كوادر يعملون بالمعمل لمدة خمس سنوات وعندما طالبوا بزيادة المرتبات تم الاستغناء عنهم وتم استجلاب عدد آخرين يعملون تحت التمرين لتشغيل المعمل، ليصبح الأمر كتدريب للجدد والاستغناء يتم بصورة عشوائية.
مواقف
ويضيف عثمان بقوله: نحن كمجلس نقوم بجمع الأموال من المواطنين للتكفل بدفع رواتب الكوادر التي طلبنا منها تشغيل المستشفى، وحتى الوابور نقوم بإصلاحه عندما يتعطل، وقطع محدثي إنه لم يرَ حضوراً للكوادر بالمستشفى من قبل كما رآه اليوم وأضاف: ” تم إبلاغهم بحضور وفد الوزارة لذا تجمعوا”. وزاد: مرت عليَّ مواقف عديدة جئت ذات يوم للمستشفى وجدت تكدساً لعدد من المرضى وعندما سألت عن سبب تجمعهم أبلغوني بعدم وجود شخص يقدم الخدمة، وعندي بنت أختي حضرت بحالة تسمم للمستشفى وكانت حالتها خطرة وبعد مرور نصف ساعة لم تقدم لها أية خدمة، وعندما سألت عن الأسباب جاء الرد بعدم وجود طبيب، وعندما بدأنا في تجهيز العربة للخروج حضرت إحدى الطبيبات وعندها قلت لها إذا حصل أي مكروه لأبنتي سوف تتحملين كل المسؤولية لكن بحمد الله مرت الحالة بسلام، والسبب الآخر المزعج لدينا انقطاع التيار الكهربائي ويؤدي لتأزم الحالات المرضية لعدد من المرضى، وهناك اسعاف وحيد لكنه مشترك مع مستشفى السروراب.
أنين المعامل
المعامل تشكو من شح المعينات التي تساعد على تشخيص الأمراض ومعينات شغل الكيمياء و (Container) و (strips) لفحص البول، غير متوفر إضافة لقلة الطلبيات التي يتم الإيفاء بها إذ إنها لا تفي بعدد المرضى وسرعان ما تنتهي قبل الفترة المحددة، إضافة لنقص الكوادر العاملة وأغلبهم يعمل كمتعاونين ولا يوجد سوى القليل منهم تم توظيفه.
الدواء
كشفت المدير الطبي لمستشفى الجزيرة اسلانج د.رانيا محمد أحمد عن عدد المرضى المترددين يومياً على المستشفى ويقدر بـ(300) مريض مشيرة إلى أن المرضى يأتون من جميع أنحاء السودان ومن الخارج كدولة (اثيوبيا) وإن هناك عدداً من العمليات يتم إجراؤها كـ(الغدد، المرارة، إزالة الطوحال، والبروستات) وأن المستشفى يضم عدداً من الأقسام كـ(الباطية، نساء وتوليد ومركز لغسيل الكلى) به عدد 7 ماكينة غسيل مقرة بوجود نقص فى الاصطاف العامل وإنهم بحاجة لـ(12) طبيباً وعزت مشكلة توفر الدواء لصيدليات الدواء الدائري، منوهة إلى وجود مشكلة في جهاز رسم القلب ونقص إختصاصى النساء والتوليد.
بنك الدم
في وقت التزم فيه مدير إدارة المستشفيات الحكومية بصحة الخرطوم د.محمد إبراهيم بتوفير الدم عبر البنك الذي تم إنشاؤه من قبل وزارته، مشيراً إلى أن إجراء العمليات الجراحية العاجلة يتم بقسم الجراحة العامة ومتوسط التردد الشهري حوالى (120 -130) عملية بمتوسط سنوي (802) عملية، خلال العام الماضي.
نقص الكوادر والأجهزة
طالبت إحدى الممرضات بمستشفى السروراب بتوفير ممرضين واختصاصيين، مشيرة إلى أن تردد المرضى لشهر نوفمبر الماضي (6) آلاف مريض، وزادت: “لدينا نقص في الكوادر ونواب الاختصاصيين كالجراحة، ولا تتوفر أجهزة الأشعة المقطعية”. الطبيبة فاطمة عثمان تقول إن جميع الطلبيات تنتهي بالتزامن مع فترتها نسبة لتردد المرضى الكبير مؤكدة توفر أدوية الطوارئ.
نقص المحاليل
عدد من كوادر المعامل شكوا من مشاكلهم بمستشفى السروراب كتأخر الحوافز إضافة لضعف المرتبات وعبركم نناشد الوزارة بزيادة المرتبات، مشيرين إلى أن عدد المعينين فعلياً قليل إضافة للمتعاونين ونحتاج لكوادر، وهناك شكاوى لعدم توفير إدارة المعامل للاحتياجات كـ (ESR) (ICT) محلول الملاريا، إضافة لغلاء محلول الـ(CBC) ما تؤدي لتوقيف الشغل، وهناك فحوصات غير متوفرة لدينا كفحص السيولة والهرمونات، وبعض الأجهزة لا تتوفر لها محاليل، لنضطر لإرسال فحوصات خارج المستشفى.
ما بين السكن والكوادر
مستشفى السروراب تشكو من عدة عوامل بينها عدم وجود استراحات وإجلاس لمقابلة عدد المترددين، إضافة لافتقادها لقسم العظام، المخ والأعصاب، الكوادر الطبية لوحدتي الجراحة والعناية المكثفة، إفتقار المستشفى لسكن مريح للمساعدة في استقرار الكوادر، إلى ذلك أكد مدير عام مستشفى السروراب د. علي مهدي في موتمر صحفي عقده أمس إبان الزيارة إلى أن المستشفى تجري عدداً من العمليات في مجال الأنف والأذان والحنجرة، مشيراً إلى أن العمليات تصل لحوالى (17) عملية في الأسبوع الواحد، كاشفاً عن عدد المترددين لإجراء العمليات حوالى (300) عملية مؤكداً وجود ارتفاع ملحوظ في ارتفاع عمليات اللوز مشيراً إلى حاجتهم الماسة لغرفة حديثي الولادة، وإن تردد المرضى حوالى (7) آلاف مريض خلال شهر، مقراً بعدم وجود إختصاصي عظام وإن هناك مشاكل تواجههم تجاه الحوادث المرورية.
الخرطوم(كوش نيوز)
