في ندوة عن مهدّداته ومحدّداته الأمن القومي.. (سيلفي) للأوضاع في البلاد

قال رئيس هيئة الأركان السابق، الفريق أول ركن مهندس عماد عدوي إن الشائعات أصبحت من أكبر مهددات الأمن القومي بالسودان، لكنه عاد وأضاف أن المهددات الأمنية التي تحيط بالبلاد حالياً ليست قاتمة. وأشار في ندوة (الأمن القومي المهددات والمحددات) بمركز طيبة برس إلى أن السيطرة على هذه المهددات ليس بالأمر الصعب.

وشهدت الندوة عدة آراء عن موضوعات الأمن القومي التي تحدث فيها الفريق أمن حنفي عبد الله، وبروفيسور محمد حسين أبوصالح وبروفيسور الطيب زين العابدين .

تحديات ماثلة

في تعريفه للأمن القومي، قال الفريق أول ركن عماد عدوي إن قدرة الدولة على حماية القيم الداخلية من أي تهديد خارجي وهو عملية مركبة تعمل على تحقيق الغاية للسياسات الموضوعة. وعرج بالحديث عن العوامل المؤثرة في الأمن الوطني منها العامل التاريخي الذي يؤثر على القيم الإنسانية والعامل الجيواستراتيجي مثل المضايق والمعابر والبحار بالإضافة للكتلة الحيوية مثل الأرض والسكان والتعدد العرقي، كل هذه تؤثر على الأمن الوطني.

مضيفاً أن العامل المعرفي والتباين بين كل المستويات المعرفية ينعكس على المجمتع، مشدداً على أن سياسات تحقيق الأمن تبدأ بتحقيق الغايات وتحديد التحديات التي تواجه الدولة وصيانة القيم وبناء موسسات قوية قادرة على صيانة وحماية المبادئ والقيم .

المحددات

يواصل عدوي في تشريح مهددات ومحددات الأمن الوطني ويرى أن المحددات تقوم على تحقيق الأمن الغذائي والمائي والسياسات الخارجية والسلام العادل وحفظ كرامة الإنسان والتحالفات الخارجية وتقوية الجيش والأمن وتحقيق العدالة بين المجتمع بأعراقه المختلفة ودعم السلام والأمن الإقليمي.

وسياسياً – والحديث ما يزال لعدوي- فإن من أبرز التحديات تحقيق الإجماع الوطني والتنسيق بين كافة أجهزة الدولة ومعالجة الظواهر السالبة، وتقوية الأحزاب السياسية والتفريق بين الكيد السياسي وقضايا الأمن الوطني. بينما يعتبر الفقر من أبرز التحديات الاقتصادية للأمن القومي في جانب التنافس التجاري وسعر العملة الوطنية والتعدي على الأراضي الزراعية من دول الجوار.

وحول التحديات الاجتماعية للأمن الوطني يرى عدوي أنها تتمثل في الاستلاب الثقافي والنعرات القبلية والجهوية وتدني مستوى التعليم والصحة والتربية الوطنية والهجرة الخارجية، أما التحديات العلمية فإنها تتمثل في البحث العلمي والاستفادة من مراكز البحوث والمناهج والاهتمام بمخرجات التعليم.

في السياق أجمل عدوي وسائل تحقيق الأمن في المراكز العلمية وأجهزة المخابرات والجيش ومراكز المعرفة .

أهمية الإعلام

ويرى عماد عدوي أن للإعلام دوراً بارزاً ينبغي أن يقوم به تجاه قضايا الأمن الوطني خاصة تحسين الصورة الذهنية للسودان وعكسها خارجياً والاستفادة من كافة التقنيات في هذا الشأن، منتقداً بشدة انتشار الشائعات وتحولها إلى أحد أكبر المهددات الاجتماعية، ولكنها ليست قاتمة ـ حسب توصيفه.

موجب وسالب

وقال الفريق أول عماد عدوي إن النفوذ الإسرائيلي في منطقة حوض النيل بالإضافة لوجود أمريكا انعكس سالباً على العلاقات مع السودان، بالمقابل، فإن وجود السودان في التحالف العربي يمكن أن يساهم في تحسين علاقاته مع دول الخليج، بينما اعتبر التوافق السياسي الذي تم بعد الحوار الوطني أمراً إيجابياً .

قضية دارفور

بينما اعتبر الفريق أمن عبد الله حنفي أن أكبر مهدد الأمن الوطني هو الحرب، مشيرًا إلى أن الحرب التي قامت في دارفور والمنطقتين بالإضافة لأزمات في دول الجوار كلها تساهم في تهديد الأمن القومي، ويرى حنفي أن أحداث 11 سبتمبر في الأراضي الأمريكية ألقت بظلال سالبة على السودان بعد قيادة واشنطون الحروب على الإرهاب .

متهماً أمريكا وإسرائيل بالتدخل في شؤون السودان من خلال عملية شد الأطراف وفصل جنوب السودان وعرقلة خطوات تحقيق السلام في دارفور، بالإضافة للعقوبات الاقتصادية التي لا تزال آثارها باقية .

مهددات داخلية

ويشير حنفي حسب الصيحة يوم الأحد  إلى المهددات الداخلية للأمن الداخلي الوطني أبرزها ارتفاع معدلات النزوح في المناطق المأزومة وموجة اللجوء القادمة من دول الجوار والهجرة غير شرعية والجرائم الاقتصادية الكثيفة والفساد في القطاع الاقتصادي خاصه الجهاز المصرفي .

صراع مطامع

بدوره يرى بروفيسور محمد حسين أبوصالح أن صراع المطامع جزء من مهددات الأمن الوطني القومي قائلاً إن أمن السودان ليس بأمن نظام أو حزب أو حكومة، مشيرًا إلى أن الأمن يتمثل في قدرة الدولة على تحقيق الأمن وحماية مصالحها، مبيناً أن القوة الاستراتيجية الشاملة هي التي تحقق الأمن الوطني القومي .

مضيفاً أن السودان بلد غني بالموارد الذاتية الطبيعية وغيرها من الموارد الأخرى، وقال أبوصالح إن المياه صارت جزءاً من الحروب بالإضافة لحرب المخدرات، مبيناً أن مثل هذه الحروب تساهم في تفتيت النسيج الاجتماعي. وعبر أبوصالح عن رفضه لإعطاء الحكومة بعض الدولة مساحات شاسعة بغرض استثمارها لسنوات طويلة.

معتبراً الأمر نوعاً من إهدار الأمن القومي .

أمن خاص

أما بروفيسور الطيب زين العابدين فوجه انتقاداً لجهاز الأمن الحالي وتورط بعض أفراده في أنشطة اقتصادية وتجارية – حد تعبيره- مطالباً الجهاز بالانصياع للدستور الذي ينص على أن يكون جهاز الأمن جهازاً لجمع المعلومات وتحليلها .
الخرطوم(كوش نيوز)

Exit mobile version