أبرز العناوينتحقيقات وتقارير

(كوش نيوز) تكشف أوضاعاً مأساوية من داخل مستشفيات العاصمة

مقدمة:
كشفت جولة قامت بها (كوش نيوز) داخل مستشفيات (الخرطوم، بحري، أم درمان) “حكوميات” كشفت عن أوضاعاً مأساوية وبيئية متردية وكارثية ، وتجئ هذه الملاحظات التي دلق عنها الكثير من الحبر من قبل عبر الصحف والأقلام الناقدة لمسلك الإدارات التي تعاقبت عليها والنتيجة واحده ، بينما المسؤولون عن الملف الصحي بالبلاد دائما مانجدهم في صراعات مستمرة وتبادل للإتهامات وتضارب للإختصاصات وبين هذا وذاك يموت المريض المغلوب على أمره في عراك (لا ناقة و لاجمل له فيها )، بينما يتلقى هؤلاء علاجهم بالخارج هم وأسرهم ، (كوش نيوز) ولجت إلى داخل مستشفى الخرطوم في محطتها الأولى وخرجت بالأتي :
مذكرة شديدة اللهجة
هدد العاملين ببنك الدم بمستشفى الخرطوم الإدارة بدفعهم بمذكرة شديدة اللهجة تحصلت (كوش نيوز) على نسخة منها دفعوا بها إلى مدير إدارة المعامل ومراقب بنك الدم بمستشفى الخرطوم تضمنت المذكرة على عدة مطالب هي من أساسيات أي عمل وهي توفير البيئة المناسبة للعمل داخل المعمل حيث تردت الخدمات كثيراً على حد وصفهم وعزوا ذلك لنقص الكادر من(أطباء – موظفين إداريين – نظام عام – موظفي إستقبال – فنيي سحب – تقنيي مختبرات – عمال نظافة ).
وهدد كاتبوا المذكرة إدارة المستشفى بتحميلها للمسؤولية حال وقعت حالات وفاة بين المرضى قائلين ( وحتى لانقع في الأخطاء التي تؤدي لإزهاق أرواح وحياة المرضى )
وتابعت المذكرة بكشف كل المستور حيث قال أحد تقنيي المعمل :(لازال التقني يعمل وحيداً في عملية التحضير والصرف وكتابة الإرساليات وعمليات التسليم والتسلم ) هذا بجانب تكدس لأعداد كبيرة من المرافقين والمناديب رصدتهم (كوش نيوز) حيث شوهد تجمهراً لأعداد كبيرة منهم أمام بنك وبينشات (مقاعد) الإستقبال داخل معمل بنك الدم وغرفة السحب حيث أوضحت المذكرة أن الغرفة الخاصة بالسحب يوجد بها في آن واحد المناديب والمرضى والمتبرعين والمرافقين حيث هذا يمثل خرقاً واضحاً لأسس النظام وهو ماينتج عنه تلف وتبديل بعض عينات الدم ويكون التقني تحت ضغط نفسي وإرهاق جسماني كبير يحول ذلك دون أن يؤدي مهمامه كما يجب أن يكون ، حيث تستمر الوردية الواحدة من الصباح الباكر حتى صباح اليوم التالي وهو يتعامل وينفذ عمليات تحضير الدم لعدد (26) مستشفىً خاصًا ،كلها تأتي محولة من معمل إستاك وهومايجعله في حالة إرهاق دائم وعدم تركيز نسبة لكثافة مايرد له من عينات هذا بجانب توجيهه الدائم و الإجابة على إستفسارات المرافقين والمتبرعين.
كما أنه يظل يتابع عمليات التحضير وفرز الفصائل وحرق المشتقات وفصل العينات ومخاطبتهم والقيام بأعمال النظافة لما حوله .
كما رصدت (كوش نيوز) الغياب التام للأطباء عن معمل بنك الدم في ظل تزايد أعداد المتبرعين حيث يتم إرجاعهم بواسطة التقنيين نسبة لعدم وجود طبيب يقوم بعمليات قياس الضغط حتى يتمكن المتبرع من إتمام عملية سحب الدم عنه ، وفي ذلك إستفسرت (كوش نيوز) أحد التقنيين عن سبب عدم وجود طبيب بالعمل ، حيث قال التقني :بأن إدارة المستشفى قامت بسحب جميع الأطباء من المعمل بحجة أنها أي إدارة المستشفى تحتاجهم في مناطق أخرى ، وبررت ذلك بأنها غير مسؤولة عن توفير أطباء لإدارة المعامل بإعتبارها إدارة قائمة بذاتها ويجب عليها توفير أطباء يتبعون لها بحيث يقوموا بأعمالهم داخل المعمل ” بنك الدم” مستشفى الخرطوم، وتجئ تلك الأزمة بالتزامن مع قرارات على حد قولهم بأن وزارة الصحة ولاية الخرطوم تعتزم إنشاء بنكاً للدم خاصاً بولاية الخرطوم ، بحيث يتم فصل معمل إستاك عن تقديم الخدمة لمواطني الولاية ،و يصبح “إستاك” قومي لبقية الولايات الأخرى التي تأتي محولة إليه .
وختم الغاضبون من العاملين بالمعمل مذكرتهم بعبارة (نحن الموقعون أدناه سوف يكون لنا موقف اذا لم تلبى تلك الطلبات ) – وتمسك (كوش نيوز) عن أسماءهم لأسباب تتعلق بحفظ المصدر وتأمين معلوماتهم .
كارثة مستشفى بحري
كانت المحطة الثانية في هذه الجولة بمستشفى بحري إدارة الطوارئي حيث رصدت (كوش نيوز) أعداداً كبيرة من المرضى ومرافقيهم عند مدخل الحوادث حيث التكدس الكبير من المرضى الذين وصلت أعدادهم في تلك اللحظة المتأخرة من الليل عند الثانية عشر ليلاً – حسب إحصاء محرر (كوش نيوز) إلى 35 مريضاً مستلقيين على النقالات، ووقوف أكثر من خمسة عشر مريضاً فشلوا في الحصول على نقالات لكي يستلقوا عليها لأخذ علاجاتهم من (دربات ،فراشات، حقن) .
وفي ذلك سارعت إلى مكتب المدير الطبي حيث وجدت المكتب مغلقاً وعلمت لاحقاً بأن المدير الطبي وهي (طبيبة) غير متواجدة ، فيما وجد أحد مسؤولي الإدارة بالمكتب المجاور لمكتب المدير الطبي وبإعلامه عن عدم وجود نقالات بالصالة ، تحرك عند مدخل الطوارئي وأخرج هاتفه الجوال وإتصل على أحد الممرضين لكي يأتوا لنقل من تلقى العلاج للعنابر والغرف بحيث يمكنوا من لم يجدوا (نقالات) في إيجادها ليتلقوا العلاج عليها ، حيث فشلت جميع محاولاتهم في فك الإختناق وتم تركيب الدربات لبعض المرضى الذين تدهورت حالتهم في مكاتب الإدارة ، وبعد ذلك رصدت كوش ، تهرب بعض موظفي الإدارة عن تساؤلات المرافقين في توفير بعض الأساسيات التي يحتاجونها .
كما رصد محرر(كوش نيوز) التردي المريع في بيئة المستشفى وإنبعاث الروائح الكريهة من داخل باحة الطوارئ ، وأستفسر المحرر أحد الموظفين الذي برر التكدس للنقص الحاد في عدد النقالات بالمستشفى والتي قوبلت بموجة غضب كبيرة وسخط واسع من المرضى ومرافقيهم الذين ضاق بهم المكان.
وقالت لـ (كوش نيوز) احدى الطبيبات التي تعمل بالمستشفى بإدارة الطوارئي ، أنهم يعملون تحت ضغط كبير في حوادث مستشفى الخرطوم بحري وقالت هناك نقص كبير في الأدوية المنقذة للحياة ونقص حاد في الأوكسجين إضافة إلى ذلك الضغط الكبير عليهم من قبل مرضى الفشل الكلوي الذين يشكلون الأعداد الأكثر بالنسبة لعدد المترددين للمستشفى ، وتابعت (أكتبوا عليكم الله في الجرايد دي يمكن يحسوا شوية ويحلوا المشاكل دي ) .
إلى ذلك وصل محرر (كوش نيوز) إلى صيدلية الطوارئي حيث كشف كادر طبي عن نقص أدوية في غاية الأهمية والضرورة بالصيدلية وقال مفضلاً حجب اسمه أن هناك عقار طبي يصنف ضمن أدوية الطوارئي والأدوية المنقذة للحياة هو (هيومن ألبومين) حيث ذكر أن هذا العقاركان يتم دعمه بواسطة الإمدادات الطبية .
وتابع أنه قام بحساب أعداد الطالبين له في ذلك اليوم الذين فاق عددهم أكثر من 70 فرداً وتابع بأن الإمدادات كانت تدعمه بمبلغ 800 جنيه ، إلى أن إنعدم تماماً حتى تسبب إنعدامه في وفاة 25 فرداً بسبب نقصه وعدم توفره ، مما جعل ضعاف النفوس من تجار الدواء المحتكرين ،أن يضاربوا فيه حتى وصل سعره خارج المستشفى بين الـ1600جنيه إلى الـ1800جنيه .
والكارثة الأكبر أنه بلغ سعراً خرافياً وفلكياً محطما مبلغ الـ8000 جنيهاً مع العلم أن المريض قد يحتاج لأكثر من جرعه من هذا العقار فكيف بـ(أسرة ) مدقعة في نيران الفقر أن توفر لمريضها دواءً وصل سعره هذا الرقم الجنوني ، أم تواجه شبح الموت ، في دولة يركب وزراءها الفارهات ذات الدفع الرباعي ،والتي إمتطى فيها مدير الإمدادات الطبية سيارة فاق ثمنها الثلاثة مليار ونصف حسب ماورد في شبكة صحيفة السوداني وقتها .
مستشفى أم درمان وعصاء رئاسة الجمهورية
معز بخيت يهاجم مستشفى أم درمان ويهدد بتصعيد الأمر لرئاسة الجمهورية
هذا العنوان لخبر ورد في الزميلة الوطن جاء فيه هجوم أحد أعتى رجال الصحة جاء فيه :
شن د.معز حسن بخيت مدير مستشفى النو هجوماً عنيفاً على مستشفى أمدرمان وذلك بسبب قوله أن المستشفى ترفض إستقبال الحالات المحولة من مستشفى النو وهدد بتصعيد الأمر لرئاسة الجمهورية حال إستمرت المستشفى في هذا النهج المستفز للمواطنيين على حد قوله ،ونفى معز أن يكون مستشفاهم قد أهمل أي حالة مرضية وردت إليهم حسب ما أشيع عن ذلك في الوسائط .
تجئي كل تلك المآسي ومستشفى أم درمان ذا الكثافة السكانية الأكبر وقزارة المكان وضيق العنابر والغرف ، والتكدس الذي هو بمثابة فشل كبير لبرنامج نقل الخدمات الصحية للأطراف – فلم يتم التأسيس كما يجب أن يكون في الأطراف ولم يتم التأهيل للوسط بحيث يقابل تلك الأعداد التى هي في تزايد مستمر على المستشفيات تزايد أزعج بروف مامون حميدة وزير الصحة بالولاية حتى أخرج هواءً ساخنا على صفحات الصحف عبر فيه عن رفضه لتواجد المرافقين للمرضى بالمستشفيات حتى فرض قيمة الـ15 جنيهاً للتذكرة الواحدة للزائرين ، قائلاً : أن عائدها يذهب لعمليات شفط الصرف الصحي فقط . ونقول إلى هنا وكفى .
سعيد يوسف
الخرطوم(كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى