تحقيقات وتقارير

مرحلة التنفيذ.. لاجئو الجنوب.. بعيداً عن الخرطوم

قرارات عديدة أصدرتها حكومة ولاية الخرطوم لترحيل لاجئي دولة الجنوب إلى خارج العاصمة القومية، ووضعهم في معسكرات مخصصة على حسب القوانين والأعراف التي أقرتها الأمم المتحدة. فقد أصدر والي الخرطوم، الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين، في وقت سابق قراراً قضى بإبعاد لاجئي دولة الجنوب خارج العاصمة وتوزيعهم على الولايات الحدودية. ومن قبل ألمح الوالي لذات القرار لكون أن العواصم لا تستقبل لاجئي الدول الأخرى.

وفي حديث سابق قال معتمد اللاجئين حمد الجزولي بأنهم بصدد دراسة مقترح لإخلاء العاصمة الخرطوم من اللاجئين، لما يترتب على وجودهم من اختلالات أمنية ومظاهر سالبة، وقال في حديثه السابق: (رأى السيد والي الخرطوم بأنه لا يريد معسكرات للجنوبيين بولايته، ويريد ترحيلهم خارج الولاية، لأن العاصمة يُفترض أن تكون خالية من اللاجئين). منبهاً إلى أن الأماكن المقترحة لترحيلهم هي (النيل الأبيض والقضارف). وفي إفادات رسمية من ولاية النيل الأبيض المتاخمة لدولة الجنوب، أكدت أن اللاجئين الجنوبيين في ولاية النيل الأبيض فاقوا مئات الآلاف هذا بخلاف من هم خارج المعسكرات.

أسباب اللجوء

نتيجة للحرب الأهلية الدائرة في دولة الجنوب والصراع بين الفصائل المختلفة للمعارضة والجيش الشعبي خلق هذا الوضع واقعاً مأساوياً لمعظم مواطني دولة الجنوب مما اضطر الملايين منهم للفرار نحو السودان حيث أقيمت لهم معسكرات في ولايات النيل الأبيض، وغرب كردفان، وجنوب دارفور، شرق دارفور، جنوب كردفان وفي ولاية الخرطوم.

وجهات نظر

يرى كثير من المتابعين أن الأفضل للاجئي دولة الجنوب الإقامة في معسكرات مخصصة لهم حتى يسهل تقديم الخدمات لهم من الدولة المضيفة، ومن منظمات الأمم المتحدة بدلاً عن السكن في المناطق العشوائية في أطراف العاصمة الخرطوم، والدخول في احتكاكات ومشاجرات مع المواطنين حيث يعترض كثير من المواطنين على السلوكيات السالبة التي ينتهجها هؤلاء اللاجئون في صناعة الخمور البلدية وغيرها من سلوكيات .

تحديات

بحسب صحف الخرطوم الصادرة أمس، فإن مفوض معتمدية اللاجئين د. حمد الجزولي، أكد أن وجود لاجئي جنوب السودان يشكل تحدياً أساسياً للحكومة في كيفية التعامل معهم كونهم ينتشرون بالولايات كافة، ويشاركون المواطن قوته وخدماته رغم قلتها معلناً بداية العمل في إجراء مسح للمتواجدين منهم بالعاصمة الخرطوم لكيفية التعامل معهم وتسجيلهم، ومن ثم تحديد الاحتياجات وإعادة ترحيلهم خارج العاصمة، بعد صدور قرار رئاسي لتحديد أماكن ترحيلهم.

وأكد الجزولي خلال ورشة مناقشة نتائج مسح اللاجئين الجنوبيين التي انعقدت في الخرطوم، الأحد، أن السودان يستضيف منذ أكثر من 50 عاماً اللاجئين من عدة دول انطلاقاً من موروثه الديني والاجتماعي، مشيراً إلى أن هناك فريق عمل بدأ في إيجاد الحلول ومناقشة احتياجات اللاجئين الجنوبيين من غذاء وصحة وتعليم، داعياً إلى رفع وعي اللاجئين.

وأوضح الجزولي، أن الورشة تأتي لتعزيز وضع اللاجئين الجنوبيين واتخاذ إجراءات وقرارات قصيرة وبعيدة المدى لتنفيذها لمصلحة اللاجئين.

ولفت إلى أن هناك مناطق مقترحة لإعادة توطين اللاجئين الجنوبيين بولايتي القضارف وسنار، باعتبار أن بهما معسكرات مقفولة لكنها تحتاج للتأهيل والدعم.

من جانبها، قالت ممثل مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين بالسودان لورويكو يوشيدا، إن اللاجئين الجنوبيين يعيشون لتاريخ طويل بالسودان وفي ولايات مختلفة، وإن استضافته لهم تجد الإشادة دائماً.

من هم اللاجئون

اللاجئون هم الأشخاص الذين تعرضوا في موطنهم الأصلي أو البلد الذي كانوا يعيشون فيه في الفترة السابقة إلى مخاطر جدية أو عانوا من الخوف الشديد لأسباب معينة، بسبب العرق أو الدين أو الجنسية أو الانتماء إلى فئة اجتماعية معينة أو الرأي السياسي.

ترحيل لاجئي دولة الجنوب للمعسكرات المخصصة لهم يصفه اللواء (م) حسن ضحوي في افادته لجريدة الصيحة الصادرة يوم الثلاثاء بالخطوة الجيدة معللًا بأن ذلك سيسهل لمنظمات الأمم المتحدة الإشراف عليهم وتقديم المعونات اللازمة لهم، لكن ضحوي عاد في حديثه للصيحة وقال إن من ناحية اقتصادية الأفضل الاعتماد على العمالة الجنوبية باعتبار أنهم لا يمثلون ضغطاً على العملات الحرة مثل عمالة دول الجوار الأخرى.

وفى ذات السياق فإن القيادى بمنبر السلام العادل العميد (م) ساتي محمد سوركتي يرى أن ظاهرة الوجود الأجنبي بالبلاد تحتاج إلى ضوابط مشددة وإحكام للسيطرة على هذه التدفقات الكبيرة للاجئين بالبلاد، وأضاف: كثر الحديث عن الوجود الأجنبي وعن الممارسات السالبة التى يقومون بها، وقال الإخوة الجنوبيون يعتبرون لاجئين وفق القوانين الدولية، ولهذا يجب ضبط وجودهم بصورة أشمل وأحكم مما هى عليه الآن، ودعا الدولة القيام بخطوات جادة تجاه هذا الأمر وضرورة إسهام المواطنين في مساعدة السلطات والتبليغ عن تواجد تجمعات هؤلاء اللاجئين مؤكداً بأن خطوات ضبط وحصر لاجئي دولة الجنوب في معسكرات مخصصة يساهم في تقليل العبء المالي على الحكومة ورفع تبعات كثيرة عن كاهل المواطنين في خدماتهم الأساسية.

الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى