أبرز العناوينتحقيقات وتقارير

التشكيل الوزاري.. تشاهد غداً!!

قال الكاتب عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة التيار اليوم الأربعاء عبر عموده حديث المدينة .

همس جهير يدور حول تعديل وزاري وشيك.. للوزارة التي بالكاد أكملت عامها الأول، يطال وزراء حزب المؤتمر الوطني الحاكم المتحكم وشلة الأنس من بقية الأحزاب المتحالفة و”الحالفة”.. ويعلن التعديل الوزاري قريباً ليبدأ موسم ثرثرة جماهيرية جديد يقلب صفحات من فاز ودخل الوزارة.. ومن خاب وخرج منها.. ثم يتابع الناس بعد ذلك موسم الذبائح في بيوت الفائزين الجدد بالوزارة، وموسم النوائح والفضائح للذين أطيح بهم خارج التشكيل الوزاري.. وينتهي الفرح بانتهاء مراسم تعميد الوزراء واستلامهم برنامج السفريات خارج السودان..

لكن كل هذه الدراما لا تعني شيئاً.. إذ يبقى السؤال المعلق في سماء الوطن.. على أي أساس اختير الوزراء السابقون؟ وعلى أي رجاء اختير الوزراء الجدد اللاحقون؟

ما هي المعايير التي يخضع لها الوزراء المغادرون فتحتم إقالتهم واستبدالهم، في مقابل ما هي المعايير التي تأتي بالمحظوظين الجدد؟؟

للمساعدة في الحصول على إجابة مناسبة يجدر إجراء (دراسة بالنظر) تحدق في  قائمة الوزراء الذين أقيلوا في العام الماضي ليحل محلهم الجدد، وزراء حكومة الوفاق الوطني.. نظرة سريعة في قائمة الوزراء من زاوية الأسماء في مقابل المهام ثم استذكار جدول الإنجازات، ليكشف ضوءاً ساطعاً يبين أين الخلل في منظومتنا السودانية.

وحتى لا أقع في مصيدة التسلل بذكر الأسماء أو حتى التلميح إليها فإنني ألتمس من القارئ الكريم، محاولة استذكار أسماء بعض الوزراء في خياله بصورة عفوية دون ترتيب أو تريث .. ثم محاولة تلمس حقيقة ما قدموه خلال العام الماضي.. النتيجة تحتاج إلى لبس “النقاب” لتخرج على الملأ.. فبعض الوزراء ليس لهم في رصيد الإنجاز إلا فرحة أسرهم بهم..

المعيار الأول في اختيار الوزير هو قدرته على استيعاب الحيثيات الحقيقية التي أتت به وزيراً.. فبعض المتهورين يظنون أنَّ الكفاءة والمؤهلات والخبرة والاستقامة المهنية هي التي أتت به لكرسي الوزارة، فيفتح الباب على مصراعيه لعقله وخبرته وضميره ليعمل فلا يكتشف غلطته، إلاَّ بعد ظهور اسمه في قوائم المترجلين في أول محطة..

أما الشطار القادرون على اجتياز كل محطات التشكيلات الوزارية والبقاء داخل القطار، فغالباً هم من أصحاب سعة الأفق والإدراك الذين يعملون بالقاعدة الذهبية (سلم تسكن).. مبدأ (أن تعمل كثيراً تخطأ كثيراً).. لا تعملْ شيئاً، ولا تفتحْ حتى فمك، يطول عمر الكرسي تحتك.
الخرطوم(كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى