تحقيقات وتقارير

الخصوبة مشكلة تبحث عن حلول

إن ارتياد (6) آلاف حالة للمراكز المتخصصة لعلاج الإخصاب بالخرطوم، أمر مذهل ندق على اثره ناقوس الخطر لجهة أن الرقم كبير ويفصح عن حجم المعاناة كثير من الازواج في الآونة الأخيرة، مع الأخذ في الاعتبار أن بعض من يعانون من هذه الإشكالية يفضلون السفر إلى الخارج لأخذ العلاج هناك، على الرغم من وجود أحد عشر مركزاً بالخرطوم لعلاج مثل هذه الحالات.

هنا تُطرح العديد من الاستفهامات، في مقدمتها ما هي أسباب المرض، وهل تتجاهل الجهات المسؤولة هذا الوضع وما الحلول والمعالجات الممكنة لهذه ( الظاهرة)..؟؟

*الفحص المبكر

تقول اختصاصية علم الأجنة د.سلمى أحمد الحوري،حسب آخر لحظة السبت17فبراير- إن من بين الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى نقص الخصوبة، البيئة التي تعيش فيها الحالة، بجانب الأمراض المنقولة جنسياً، والتي يمكن أن تكون أمراضاً جينية، إضافة للمهن التي تُعرِّض الإنسان لدرجة الحرارة، مثل المصانع الغازية والحرفيين.

وطالبت الحوري العاملين في تلك المصانع بالحذر، وأوضحت لـ(آخر لحظة) أن التوعية في هذا المجال محدودة.

ودعت الإعلام لمساعدتهم في تبصير المواطنين، مشيرة الى مراعاة الجانب النفسي وما قد يؤذي كثيرين نسبة لضغوط المجتمع.

وقالت إن علاج المرض ليس موجوداً في المستشفيات أو المراكز الحكومية، فقط محصور على القطاع الخاص، وأضافت إن هناك محاولات لتوفيرها حكومياً.

وشددت الدكتورة سلمى على ضرورة الفحص المبكر حتى تكون نتائج العلاج أفضل.

وتذهب اختصاصية علم الأجنة بمستشفى رويال كير، د.أمينة بشير أحمد، في ذات الاتجاه وتنصح بضرورة الفحص المبكر، وتقول: (لو هناك مشاكل في الإنجاب يستحسن الذهاب للدكتور مبكراً).

*العلاج بالخارج

وعن السفر للخارج لتلقي العلاج، تقول د. أمينة أن العلاج أصبح متوفراً في البلاد، و أن العلاج بالخارج أكثر كلفة من الخرطوم. وتقول أمينة لـ(آخر لحظة) إن المراكز تتمتع بأفضل المعدات والكفاءات ويمكن أن تكون مفيدة للزوج والزوجة. وتضيف أن إصابة الذكر بهذه المشاكل أكثر من الأنثى بنسبة 65%، بل هي في حالة ازدياد في الآونة الأخيرة، وأردفت (تفاجأنا بفئة الشباب التي تعاني من هذه المشاكل، وهي ما بين العشرينيات والثلاثينيات).

وأرجعت نقص الخصوبة لتغير الظروف مثل العمل والغذاء، وأن الجهات الأكثر عرضة هم السائقون، والمزارعون والمعدنون.

وأشارت الدكتورة إلى أن الخجل الذي كان يلازم من يعاني من هذا المشكل يجب ان يتلاشى بعد تفشي الوعي بين الناس. وقالت أن الذكور أكثر إصابة من الإناث، وان علاجهم أسهل. ونصحت الاهتمام بالتغذية، لأن طبيعة التغذية الحالية أثرت كثيراً. وكشفت عن تردد (400 إلى 500) حالة في العام للمركز بمستشفى رويال كير. وقالت أن العدد ليس بالبسيط مقارنة بالعالم من حولنا، و إن تردد المواطنين من الأقاليم يمثل الأغلبية، وإن التردد في الماضي كان من المتحضرين فقط).

*توطين العلاج

وعقدت الجمعية السودانية للإخصاب والأجنة مؤتمرها الحادي عشر بفندق كورنيثيا بالخرطوم، بمشاركة أطباء مختصين في المجال من الخارج.

وكشفت الجمعية عن تردد (6) آلاف حالة لعلاج اﻹخصاب في العام بالمراكز المتخصصة بالسودان، وقال السكرتير اأكاديمي للجمعية الدكتور محمد الحافظ إن المؤتمر ناقش عدداً من أوراق العمل المتخصصة والتي تشمل (الحقن الصناعي، سحب البويضات، تجميد البويضات، المناظير الرحمية، الموجات الصوتية)، وأبان أن المؤتمر عرض أحدث التقنيات والأجهزة الحديثة في المجال من خلال كوادر متخصصة من جنوب أفريقيا وجمهورية مصر، بالإضافة لتقنيات وبحوث مدنية حديثة عرضت في المؤتمر.

وقال الحافظ إن الجمعية حريصة على توطين علاج الخصوبة بالداخل لتوفير قيمة العلاج والعملة الصعبة التي تصرف بالخارج، مضيفاً أن تعمل على إعفاء الأجهزة الطبية الخاصة بالفحص والعلاج من الجمارك.

ومن جانبها تقول اختصاصي اﻷجنة عضو الجمعية دكتورة نازك كرار إن هناك تطوراً في معامل وتخصصات الخصوبة واﻷجنة في السودان، بالإضافة إلى توسعة رقعة المراكز المتخصصة في المجال، وكشفت عن إمكانية تجميد البويضات لمرضى السرطان وغيره إلى حين إتمام العلاج وتنشيطها لتؤدي دورها في اﻹخصاب والإنجاب.

وفي السياق تؤكد الدكتورة اختصاصي النساء والتوليد وأطفال الأنابيب إمتنان سماحة، إنهم حريصون على توطين علاج الخصوبة بالداخل لتوفير قيمة العلاج والعملة الصعبة التي تصرف بالخارج، مضيفة أن هناك تطوراً في معامل وتخصصات الخصوبة واﻷجنة في السودان، بالإضافة إلى توسعة رقعة المراكز المتخصصة في المجال، وأضافت أن التطور المعملي في هذا المجال وصل مراحل متقدمة في السودان، اﻷمر الذي يجعل العلاج ممكناً.
الخرطوم(كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى