تحقيقات وتقارير

صور وفيديوهات تثير الغضب

شكا عدد من المواطنين في ظهور عدد من الصور والفديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي انتشرت في الآونة الأخيرة للمصابين بحوادث المرور والموتى وجرائم القتل التي تحدث في المجتمع وبعض المرضى بالمستشفيات وصورللسلفي بجانب الموتى وغيرها من الظواهر الأخرى الأمر الذي أثار غضب البعض من مشاهدة تلك الصور والفديوهات واعتبروها – حسب صحيفة التيار الأحد  4 فبراير – عادة دخيلة على المجتمع ومنافية للقيم والأخلاق على المجتمع السوداني علماً أن الدين الإسلامي أمرنا بستر الموتى.

تقرير : تهاني بابكر

تيار الناس استطلعت عدداً من المختصين في مجال علم النفس ورأي الدين في تلك الظواهر، وقال “علي بلدو” استشاري الطب النفسي مؤضحاً بأن الشخصية التي تقوم بمثل هذه الأفعال شخصية تسمي “سايكوباتية” أي إنها تعمل ضد المجتمع ، وتعرف بإنها شخصيات لاتحترم القيم والأعراف وليس لها التزام ديني ولا أخلاقي لذلك تلجأ إلى مثل هذا السلوك كنوع من الانتقام من المجتمع والتعبير عن السلوكيات والشحنة النفسية السالبة تجاه الآخرين، وذلك عندما يقومون بالتقاط صور أو تصوير فيديو لشخص في قمة الألم من مرض أو جراح أصابته وأضاف بلدو بإن مثل هذه الشخصية أصبحت في تصاعد مستمر لأسباب الشعور بالإثارة والرغبة لمتابعة تلك الاشياء لمثل هذه الشخصيات للخروج من دائرة الملل والبطالة والعطالة وضيق مساحات التحرك لكثير من الناس إضافة إلى توفر وسائل الاتصال مما أدى إلى خلق هذ الجو الإسفيري والوهمي العيش المبني على معاناة الآخرين وأضاف بلدو أن الأثر النفسي لمثل هذه الظاهرة لمن يشاهدها الشعور بالصدمة والقلق الدائم والخوف من الازدحام والشعور بالكآبة وتغيرات في النوم وأرجأ انتشار الظاهرة في المقام الأول إلى تردي الحالة النفسية التي أصابت الكثيرمن الشباب من الجنسين وبها نوع من الاستخفاف بالحالات التي يتم تصويرها إن كان الشخص في حالة صراع مع المرض أو في حالة الموت وأرجع ذلك بسبب تزايد العنف المجتمعي بكافة صور الأسرى والعنف الحكومي والعنف اللحظي الجسدي اللفظي مما يجعل قضية الموت قضية الموت عادية والتعامل مع الجروح في وسائل الإعلام من صور وأخبار جرائم يؤدي إلى تبلد الشعور والاستخفاف بها بدرجة تصوير أشخاص وهم يحتضرون، أو التقاط صور السلفي في المقابر وصور لأموات أو لجثث وأضاف بأن الظاهرة منتشرة وسط صغار السن أوبعض الشباب ختم حديثة مطالباً من الجهات المسؤولة في مثل هذه الحالات لابد من معالجة نفسية وإرشادية وسلوكية مع تفعيل القوانين وتعزيز الجوانب الأخلاقية والقيمية في المجتمع ثم الارتقاء بمستوى الثقافة لخلق السلام بين الناس والبعد عن أشكال العنف مع ضرورة احترام الرأي والرأي الآخر حتى نحفظ الكرامة الإنسانية من الإهانة وتمكين أواصر العلاقات الإنسانية بين الناس

الناشط والداعية عمر الشامي الكناني يقول في هذا الجانب

لايجوز تصوير الأموات لأن فيه انتهاك لحرمة الميت من كشف جسد أو هتك سر بين الفرد وربه من عيب أو خلقة فضلاً عن أننا لم نأخذ إذنه وربما أظهرت الصور شيئاً يخفيه من جسده ، واستدل بأقوال العلماء حيث ذكر إبن قدامة رحمه الله: (يكره النظر إلى الميت إلا لحاجة) وأفاد الإمام النووي رحمه الله ما نصه : (وأما غير الغاسل من المعين وغيره فيكره لهم النظر إلى ما سوى العورة إلا لضرورة… قال الشيخ أبو حامد: لأنه يستحب أن لا ينظر إلى بدن الحي فالميت أولى.

وجاء في كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع

ما نصه:(ويسن ستر الميت حالة الغسل (عن العيون) ، وكان إبن سيرين يستحب أن يكون البيت الذي يغسل فيه الميت مظلماً . وقال الإمام أحمد… (ويكره النظر إلى الميت (لغير حاجة حتى الغاسل فلا ينظر إلا ما لا بد منه. قال إبن عقيل لأن جميعه صار عورة) إكراماً له، (فلهذا شرع ستر جميعه) أي بالتكفين

ولذلك أناشد الجميع أن يمتنعوا عن تصوير الموتى، ما لم تكن هناك ضرورة طبية تقدر بقدرها ويستفتى فيها أهل العلم وتتخذ فيها أعلى درجات المهنية العلمية والفنية.
الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى