تحقيقات وتقارير

هل تنجح المعارضة السودانية بالحشد لثورة شعبية؟

تواجه المعارضة السودانية امتحانا صعبا وهي تدعو أنصارها للخروج إلى الشارع والثورة لإسقاط نظام الحكم القائم، بعد نجاح دعواتها السابقة بالتظاهر ضد غلاء الأسعار.

وفي خطوة هي الأولى من نوعها منذ 1998، استدعت المعارضة السودانية المدنية بأحزابها المختلفة كل قواعدها للتظاهر سلميا وعدم التنازل عن إسقاط النظام مهما كلفها من ثمن.

ويرى مراقبون -حسب الجزيرة نت الأربعاء 31 يناير – أن المعارضة تعاني من ضعف في بنيتها التنظيمية دفع إلى التشكيك بقدرتها على تحريك الشارع وتحويل الاحتجاجات الجماهيرية على غلاء الأسعار إلى ثورة شعبية لإسقاط الحكومة.

ويطرح متابعون عددا من التساؤلات حول نجاعة الدعوات، وما إذا كانت محفزة للشارع الذي تتباين رؤاه حول المعارضة نفسها، وهل هي البديل الأمثل لنظام الحكم؟

في المقابل، يقلل محللون من حجم دعوات المعارضة ومن احتمال الاستجابة العالية لها “لانعدام الثقة الكاملة بين المعارضة والشارع”، بينما يرى آخرون أن قدرة المعارضة تظل ممكنة طالما هي تسير باتجاه تلبية مطالب المواطنين.

العنوان الأبرز
وتمثل سلبية الشارع تجاه أي تغيير للحكومة العنوان الأبرز في المرحلة الحالية لسبيين؛ أولهما تخوفه من تجارب سوريا واليمن وليبيا، وثانيهما إمكان استخدام الحكومة جميع أدوات القمع حماية لنفسها من السقوط، حسب قول أستاذ العلوم السياسية في كلية شرق النيل الجامعية عبد اللطيف محمد سعيد.
حريكة: الحكومة هي المحرض الأعظم الذي يدعو الناس للمقاومة (الجزيرة)

وتؤيد ذلك الرأي فئة ثالثة تعتقد باستعداد الحكومة لفعل كل ما من شأنه تحجيم دور المعارضة وإبعادها عن الشارع، فهي مستعدة برأيهم لكل السيناريوهات الممكن منها وغير الممكن.

ويضرب كثيرون مثلا ما حدث في احتجاجات 2013 حيث قتل نحو 200 شخص من المتظاهرين بينهم نساء وصبية. لكن المتمسكين بقدرة المعارضة يرون أن الشارع السوداني بات مهيأ أكثر من أي وقت مضى للثورة بعيدا عن حسابات المعارضة وتخطيطها.

ويقول المحلل السياسي محمد موسى حريكة إن الحكومة هي المحرض الأعظم الذي يدعو الناس لمقاومتها بل تدفعهم حتى في خطابها السياسي المستفز للخروج عليها ومقاومتها بكل عنف، وليس تلك الدعوات الخجولة التي تطلقها المعارضة من هنا وهناك هي المحرض.

سؤال محوري
ويجيب على السؤال المحوري عن مدى قدرة الأحزاب السياسية على الدفع بجماهيرها لإسقاط النظام، بالإشارة إلى أنه ولأكثر من ربع قرن مارست سلطة الإنقاذ “عنفا وقمعا وتشريدا وسجنا” لم يشهده تاريخ السودان الحديث تجاه المؤسسات الحزبية والنقابية.

ويضيف للجزيرة نت أن الحكومة مارست سياسة شق الصف الحزبي بالترغيب تجاه المنظومة السياسية، مما قاد إلى واقع شعبي يائس من أي عملية تغيير تقودها تلك المنظومات الحزبية.

وقال إن غياب العمل النقابي واختفاء الطبقة الوسطى قد يؤجل نوعا ما الثورة الشعبية ولكنه لا يلغيها، “فالواقع يبدو معقدا بعض الشيء”، لكن لا يمكن القول إن الأحزاب تفتقد القدرة على جذب جماهيرها نحو الشارع.
الحاج حمد محمد: لأول مرة تقرأ المعارضة حالة الشارع السوداني قراءة صحيحة (الجزيرة)

ظروف المعارضة
من جهته، يرى رئيس المجموعة الاستشارية للدراسات السودانية الحاج حمد محمد أن المعارضة لا تثق في نفسها، وأن ما قامت به في الأيام الماضية هو جزء من التدريب، فهي تعاني برأيه ظروفا غير طبيعية فرضتها عليها سياسة الحكومة الإقصائية.

وبرأي الحاج حمد فإنه لأول مرة تقرأ المعارضة حالة الشارع السوداني قراءة صحيحة ومقبولة بمحاولتها رفع وتيرة الاحتجاجات المطلبية وتطويرها إلى المطالبة بإسقاط النظام عبر ما يسمى بيوم الخلاص الوطني.

ويتفق في تعليقه للجزيرة نت مع حريكة في أن مستوى أداء الحكومة وما تمارسه من عنف على المحتجين سيساعد المعارضة في الدفع بالشارع نحو مواجهة هذا العنف للتخلص منه “إذا ما أحسنت إدارته”.
الخرطوم(كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى