تحقيقات وتقارير

أديس.. قمة ساخنة في طقس بارد!!

الأجواء هنا في أديس أبابا كانت هادئة نسبياً، والطرقات المُؤدية الى مقر الاتحاد الأفريقي بدت خالية من الزحام وسط انخفاض درجات الحرارة التي اشتهرت بها أديس أبابا أو “الزهرة الجديدة” التي تقبع فوق مُرتفعات الهضبة الأثيوبية على ارتفاع سبعة آلاف قدم فوق سطح البحر، ما جعلها تتبوأ المركز الخامس لأكثر العواصم ارتفاعاً بعد عاصمة كولومبيا “بوغوتا”.

أديس أبابا: مها التلب

لكن الأجواء داخل قاعة “نيلسون مانديلا” الفخيمة بمقر الاتحاد الأفريقي بشارع مكسيكو كانت شديدة الدفء على النقيض تماماً من الطُرقات الباردة، وبَدَت تلك الأجواء الدافئة كأنّها في شوقٍ لاستقبال القادة الأفارقة، في حين لاحت أسنان المُستقبلين من الشبان والشابات الذين توزّعوا في ردهات القاعة بابتسامات مُفعمّة بالجمال كأنّهم كما قال أبو الطيب المتنبي:

“وَبَسَمنَ عَن بَرَدٍ خَشيتُ أُذيبَهُ مِن حَرِّ أَنفاسي فَكُنتُ الذائِبا”.. لكن كل تلك الانفعالات سرعان ما تبدّدت وحل مكانها التعب والكدر..!!

تأخُّرٌ في التقاط الصور التذكارية!!

موجة سخط سرت وسط الصحفيين ووسائل الإعلام بعد تأخر القادة الأفارقة في التقاط الصور التذكارية إيذاناً ببدء فعاليات القمة الأفريقية الـ (30) – حسب صحيفة التيار الإثنين 29 يناير – تحت شعار “الانتصار في مُكافحة الفساد”.. تأخر القادة الأفارقة لأكثر من ساعتين كاملتين، حيث كان من المُقرّر التقاط الصور عند الساعة الثانية عشرة منتصف نهار أمس الأحد، ألقى بظلاله على المكان، ورأى فيه كثيرون “فألاً غير حسن” وشكّكوا في أن القادة الذين فشلوا في الالتزام بتوقيت لالتقاط صور تذكارية ليس في وسعهم الالتزام بأجندة وقرارات القمة المُرتقبة.

شُعورٌ بالتعب!!

عدوى الشعور بالتعب و”الفأل غير الحسن” انتقلت الى الشبان والشابات الذين تفرّقوا في ردهات قاعة “نيلسون مانديلا” ليدلوا رؤساء الدول وقادة الوفود المُشاركة لأماكن الوقوف لالتقاط الصور.. ورصدت (التيار) جلوسهم على الأرض من فرط التعب بعد انتظار الساعات الطويلة وقوفاً على أرجلهم، وقد باءت مُحاولات المَسؤول عنهم لإثنائهم وافتراش الأرض بالفشل، يبدو أنّ التعب تغلّب على كل ما عداه في تلك اللحظة.

انتقاد لشعار القمة!!

شعار القمة الحالية “الانتصار لمكافحة الفساد” حصد عاصفة من الانتقادات بينهم دبلوماسيون تحدثوا لـ (التيار)، وقالوا إنّ القادة الأفارقة أنفسهم فاسدون والقارة الأفريقية بؤرة للفساد!!

جورج وَيَا يخطف الأضواء!!

في أول ظهور بالقمم الأفريقية، خطف رئيس ليبيريا الجديد جورج ويا الأضواء تماماً كما كان يفعل إبان نجوميته الباهرة في كرة القدم، حيث سبق وأن حاز على لقب أفضل لاعب في العالم قبل سنوات.. جورج ويا كان أنيقاً يمور بالحيوية والرشاقة عكس بعض القادة الأفارقة الذين بلغوا من الكبر عتيّا.. وقُوبلت كلمة ويا بعاصفة من التصفيق ونالت الاستحسان، سيما إشارته الى أن الشعب يستحق الاستجابة لتطلعاته وتخفيف حدّة الفقر عنه.

موغابي أبرز الغائبين!!

الرئيس الزيمبابوي المخلوع روبرت موغابي كان أبرز الغائبين عن القمة الأفريقية ومعه اختفت روح الدعابة والمرح التي كانت تتسم بها خطاباته، بجانب انتقاداته اللاذعة ضد الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية التي لم تكن تخلو خطاباته منها.

وظهر خليفة موغابي أمس بصورةٍ باهتةٍ، ولم يتمتّع بالحُضور الآسر لسلفه الذي ظللته كاريزما خاصة رغم تقدُّمه في العمر.

لكن خليفة موغابي انتزع التصفيق من الحَاضرين بعد أن زفّ اليهم نبأ أن موغابي بخير ورأينا كيف علت الابتسامة وعلامات الارتياح الوجوه.

ترمب.. الحاضر الغائب!!

التصريحات المهينة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب التي وَصف فيها الأفارقة بالحثالة، سيَطرت على أحاديث الحضور في أروقة الاتحاد الأفريقي، وانقسم الناس إلى فريقين، البعض دعا بجدية لمُقاطعته، وآخرون اكتفوا بوصفه بالجنون!!

زوما.. زيارة مُرتقبة!!

حاولت الوصول الى رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما والتحدث إليه، لكن كان مُحاطاً بمجموعة من الحراسة، فرفعت صوتي وألقيت عليه التحية، هنا التفت جاكوب فبادرت قائلةً هل تسمح لي بالتقاط صورة.. الرجل رد بابتسامة وشجّعتني لاستأذن حرسه الخاص بالتقاط صورة تذكارية معه.. بالفعل وافق على مضضٍ – كما بدا لي – هنا انتهزت السانحة النادرة وسألته: “سيادة الرئيس متى ستزور الخرطوم وهل ستلتقي برئيس الجمهورية عمر البشير”..؟! زوما أجاب أنّ هناك لقاءً سيجمعه مع نظيره عمر البشير لمُناقشة القضايا الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع الإقليمية بجانب سلام جمهورية جنوب السودان.. وأضاف أنه سيزور الخرطوم خلال هذا العام، مُشيراً إلى رغبته في مناقشة الكثير من القضايا مع الرئيس البشير.

غياب للرئاسة النسائية!!

لفت نظري، غياب النساء الواضح من رئاسة البلدان الأفريقية، مُقارنةً بالظهور الرجالي الطاغي من خلال الصور التذكارية وكان غياب رئيسة ليبيريا السابقة إلين جونسون سيرليف لافتاً بعد تولي جورج وَيَا رئاسة البلاد.

مُغادرة باكرة!!

غادر باكراً مكان القمة كُلٌّ من رئيس الوزراء الأثيوبي هايلي ماريام ديسالين ورئيس الجمهورية المشير عمر البشير والرئيس الكيني اوهوروا كينياتا ورئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت.

إحباط سلفا كير!!

بدا رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت، مُحبطاً نتيجة للانتقادات اللاذعة التي وُجِّهت له وجميع أطراف الصراع الدامي بجنوب السودان، إذ لم تخلُ كلمة من قيادات الاتحاد الأفريقي من توجيه اللوم.

جوار صامت!!

بعد إلقاء التحية جلس سلفا كير والبشير بجوار بعضهما البعض وفقاً لترتيب الحروف باللغة الإنجليزية لكنهما لم يتحدّثا لبعضهما طوال الساعتين، وفي أحيان كثيرة ألاحظ أنّ الكلمات التي تنال إعجاب سلفا لم تنل إعجاب نظيره.

الهجرة والصراعات!!

ظلّت قضية ليبيا حاضرة وما يتعرّض له الأفارقة، وطالب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، القادة الأفارقة بتحسين الأوضاع في بلدانهم لمنع هجرة الشباب وتعريضهم للموت والأوضاع الإنسانية المُزرية.

انصاتٌ باهتمامٍ!!

بدا واضحاً اهتمام القادة الأفارقة بالكلمات حتى انّهم لم ينشغلوا “بالواتس” والصور التذكارية كما المرات السابقة وليس هذا فحسب، حتى أنّ أغلبيتهم لم يضع هاتفه السّيّار أمامه.

غياب دلاميني زوما!!

كان مُلاحظاً جداً غياب رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي السابقة نكوسازانا دلاميني زوما، ويبدو أنّ خسارتها في الانتخابات الماضية أمام سيريل رامافوزا الذي تَمّ انتخابه رئيساً لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في جنوب أفريقيا.

وزير الخارجية الأريتري.. نفي مُغلّظٌ!!

وزارة الخارجية الأثيوبية، نفت نبأ مُشاركة وزير الخارجية الأريتري “عثمان صالح” في القمة، وقال المتحدث باسم الخارجية الأثيوبية “ملس ألم” لوكالة الأناضول إنّ وزير الخارجية الأريتري لم يحضر في هذه القمة، نافياً صحة أنباء تناولتها بعض وسائل الإعلام مؤخراً.

البشير وغوتيريس.. سياج السرية!!

منعت الأجهزة الإعلامية من تغطية لقاء الرئيس البشير والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس وفقاً لطلب مكتب الأمين، لكن الخرطوم سَعدت بهذا اللقاء.. وقال وزير الخارجية إبراهيم غندور إنّ غوتيريس ناقش مع البشير سلام دارفور، وأثنى على الحكومة السودانية في تحقيق السلام وخطوات وقف إطلاق النار.

وذكر غندور أنّ المُقابلة تطرّقت لاستمرار إعادة انتشار قوات “يوناميد” بدارفور ودور الخرطوم في مُكافحة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر.. وأضاف الوزير أنّ البشير قال لغوتيريس إنّ جولة السلام القادمة مع الحركة الشعبية ستشهد اختراقاً لصالح عملية السلام.

الخرطوم(كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى