تحقيقات وتقارير

مؤتمر الاتحادي.. حجوة أم ضبيبينة

لا أحد بالضبط يمكنه أن يحصي عدد المواعيد التي قطعها الحزب الاتحادي الديمقراطي “المسجل” لانعقاد موعد مؤتمره العام! فكل موعد تقطعه قيادات الحزب لانعقاد المؤتمر العام، تعجز هي عن الوفاء به، أو أن تصاريف القدر، وأمواج الحزب المتلاطمة، تقودها إلى موعد آخر. وبالطبع الأمر لا يختلف عن صنوه الاتحادي الديمقراطي الأصل، الذي عجز أيضاً عن عقد مؤتمره العام، بطبعهم الاتحاديون لم يعلموا جماهيرهم، ولم يعودوها على العمل التنظيمي الدقيق، فمنذ لدن حزب الأشقاء 1943 الأب الشرعي للحزب الاتحادي الديمقراطي، مروراً، من قبل بالحزب الوطني الاتحادي، الذي جمع كل الأحزاب الاتحادية، وحتى تكوينات اليوم لم يألف الاتحاديون العمل التنظيمي، لكن الحزب الاتحادي الديمقراطي، يعيش حالة اختناق، وأزمة تنظيم حادة بسبب عدم قيام المؤتمر العام، وبالطبع هو سيكون الفاصل لكل الخلافات داخل الحزب.

تقرير: محمد سلمان

استجابة لمجلس الأحزاب

يوم (السبت) الماضي، أعاد الحزب الاتحادي الديمقراطي عقد مؤتمره العام بولاية الجزيرة، استجابة لقرارات مجلس الأحزاب، ويحمل رئيس الحزب المنتخب بالولاية الهندي الريح النور، بعض قيادات بحزبه لم يسمها، مسؤولية انعقاد المؤتمر، لعدم تقديمها الدفوعات الكافية والمقنعة لمجلس الأحزاب، بحسب الشكوى التي قدمت له. وقال الهندي: “كان هناك تراخي من قبلنا، ولكن رضينا بما فصل فيه مجلس الأحزاب على مضض”، وذكر بأنهم طلبوا من مجلس شؤون الأحزاب السياسية، إحضار ممثل له، للوقوف بنفسه على الإجراءات التنظيمية الشفافة المتبعة في انعقاد المؤتمر، حيث حضر شخصان كمشرفين على المؤتمر من قبل المجلس، وأوضح الهندي في مؤتمر صحفي بالأمانة العامة للاتحادي بالخرطوم، أمس، الثلاثاء، أن مراقبي مجلس الأحزاب أشرفوا على عملية دخول المؤتمرين بالأوراق الثبوتية، بعد إكمال النصاب، حيث حضر المؤتمر 411 من جملة المصعدين بالولاية 802، مشيراً إلى أن مجلس الأحزاب قد هنأ الحزب على نجاح المؤتمر. ونفى الهندي أنَّ هناك مجموعة تتبع للقيادية إشراقة سيد محمود قد اقتحمت المؤتمر، موضحاً بأنَّ شخصاً واحداً من أنصارها، وهو خالد الفحل، قد تفوه بكلمات وشتم، وتم إخراجه من المؤتمر لأنه غير مصعد، واتهم الريح إشراقة بإعداد سيناريو مسبق لتفسد به المؤتمر بخلق فوضى، وعزا رئيس الاتحادي بالجزيرة ضعف الحضور الذي تجاوز الـ(50%) بقليل للإجراءات التي طبقها مجلس الأحزاب، بدخول الأعضاء المؤتمرين بعد إثبات الشخصية فقط، مما حرم الكثير من لم يكن بطرفهم إثبات شخصية، وأضاف: “الحضور كان 600 شخص، لكن ليسوا جميعهم لديهم بطاقات”، ونوه إلى أن الإعادة تزامنت أيضا مع حصاد القمح.

روح الأشقاء

يشير مساعد الأمين العام، وزير الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم، محمد يوسف الدقير، إلى أن مراحل التأسيس الأولى للحزب، كان نواتها حزب الأشقاء، بزعامة إسماعيل الأزهري، ويبين الدقير بأن هذه التسمية (الأشقاء) لها دلالالتها بأن هناك قواسم مشتركة في الفكر السياسي والاجتماعي، وغيرها تربط بين منسوبي الحزب، وقال الدقير في المؤتمر الصحفي: “الحزب تأسس على التنادي الوطني، والتراضي والتوافق وتحكيم الروح الأبوية، وهي التي حققت كل الإنجازات، من السودنة، الجلاء، والبناء الوطني، والإصلاح الاجتماعي والاقتصادي الذي قاده الشريف حسين الهندي في مراحل لاحقة”، وأضاف: “كان إطار الحزب هو الخط الوفاقي الأبوي”.

ليس غاية

يرى محمد الدقير بأنَّ المؤتمر العام للحزب هو ليس غاية، وإنما المهم بالنسبة له أن تتحد قلوب الاتحاديين، وأفكارهم لتعيد للحزب مجده، وذكر بأن الحزب الاتحادي في كل إطلالة وطنية يتخلى عن خطه، ويرتدي جلبابة الوطن، مشيراً إلى أن الحزب الاتحادي، شكل حضوراً مميزاً وفاعلاً في فترة الحوار الوطني، في الأوراق، لكن كثيراً من قيادات وجماهير الاتحادي غير راضية عن أوضاع حزبها الآن، ويروا بأن شراكتهم مع الوطني بحاجة لتشريح ومراجعة، في منضدة المؤتمر العام الذي سيبحث كل شيء، وبالنسبة لهم المؤتمر العام، هو محطة لانطلاق جديدة، تعيد للحزب دوره الطليعي ووضعه الطبيعي، فيما يجزم الأمين العام المكلف دكتور أحمد بلال عثمان، بأن المؤتمرات التي نظمها الحزب بالفرقان والدوائر والمحليات والولايات، لم يشهدها الحزب من قبل منذ تأسيسه في العام 1943.

الوحدة الاتحادية

بالنسبة لقضية الوحدة الاتحادية، فإنَّ محمد الدقير يرى بأنها يجب ألا تؤسس على العواطف وإنما على المبادئ، وقال: “دستور الحزب، اللوائح تحتاج لمراجعة، والرؤية الوطنية في السياسة والاقتصاد، بعد نعد كل هذه الأوراق والأفكار نحدد موعد المؤتمر العام”، وأردف: “بعد ذلك يمكن أن نفتح خط الوحدة ليأتي وفق هذه الثوابت”. وتساءل الدقير: الوحدة مع من وكيف؟ وتابع :”في رأيي الآن المجال ليس الوحدة، وإنما للمؤتمر”، وقلل الدقير من دعاوى الإصلاح بحزبه، وأفاد بأن الذين ينادون بالإصلاح -حسب صحيفة التيار يوم الأربعاء – يقولون ذلك بعد مغادرة مناصبهم، في إشارة منه، إلى إشراقة محمود، وقطع بأن الإصلاح الحقيقي يكون في دائرة الفعل، لا بعد مغادرة المناصب، وقال: “الشعب الآن يعاني، وعلينا أن نحمل قضاياه”. وحول مسألة دعم ترشيح الرئيس البشير لانتخابات 2020 يرى الدقير بأن الجماهير قد كسرت التراتبية، واستبقت المؤتمرات والأطر التنظيمية. وزاد: “نحن بينا وبين البشير مواثيق وعهود، لا يمكن أن نأتي بعد ذلك وننغض غزلنا، أنا شخصياً مؤيد، ولكن سيعرض الأمر على المؤتمر العام وسيقول رأيه، في هذه المؤتمرات”.

إجراءات مريرة

وصف الدقير الإجراءات الاقتصادية بالمريرة، لكنه شدد على ضرورة أن يوظف العائد لزيادة الإنتاج والإنتاجية، مشيراً إلى أن حكومة الخرطوم وقعت عقداً لإنشاء منظومة صناعية بـ800 مليون دولار، وستة مليارات مكون محلي اثنين تريليون، ونوه إلى أنها ستكون أضخم منطقة صناعية في الجيلي بكل بنياتها التحتية، وكشف الدقير عن تكوين لجنة للتفاوض مع المؤتمر الوطني بشأن الدستور والانتخابات، بيد أن كل تلك القضايا التي طرحها الدقير ستبدو معلقة، ولن تجني ثمارها، وتؤدي ما هو مطلوب، ما لم يعقد الحزب الاتحادي مؤتمره العام، فهل سيفلح هذه المرة؟ أم أنَّ الأيام تخبئ له شيئاً جديداً.

الخرطوم(كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى