أبرز العناوينتحقيقات وتقارير

الثورة السودانية “الوليدة” واصطدامها بحائط المزاج الدولي

كشف الربيع العربي أن الديمقراطية ليست على أجندة الدول الغربية للمنطقة، وفي مقدمتها  الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا لا يعني أنها تعادي التحول الديمقراطي في المنطقة، وإنما لا تشجعه بما يكفي من الموارد والتأثير السياسي، على عكس دور الولايات المتحدة في الدفع باتجاه الديمقراطية في أوروبا الشرقية، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

 

 

 

ويعزي المحلل السياسي “محمد المسكاوي” السبب، إلى أن التحول إلى الديمقراطية ومراعاة حقوق الإنسان وإنشاء دولة العدالة والقانون يعني تطور تلك الدول وبحثها عن تطوير اقتصادها وانتقالها من دور التابع إلى دور المنافس كما حدث في دول أمريكا اللاتينية التي شهدت تطوراً اقتصادياً كبيراً وصارت من الدول المنافسة وتقترب من القوى العظمى بحذر مثل البرازيل.

 

 

 

ويدرك القائمون على السياسة الخارجية لتلك الدول خصوصًا أمريكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا أن نجاح الثورات العربية يعني نهاية السيطرة وبسط النفوذ على تلك الدول وتحولها إلى قطب منافس في جميع الاتجاهات.

 

 

 

 

فمثلا بعد انقلاب السيسي على الرئيس مرسي علقت الخارجية الأمريكية بحذر على ذلك معتبرة إياه انقلابًا وأنه على العسكر مراعاة حقوق الإنسان ولكنها بعد شهور تسلم الجيش المصري 10 طائرات أباتشي، ورفعت قيمة المعونة العسكرية بعد أن قلصتها في عهد الرئيس مرسي، كما عقدت فرنسا صفقة طائرات “الرافال” العاجلة الشهيرة وعددها 24 طائرة والتي أنجزت في ثلاثة أشهر.

 

 

 

كذلك في ليبيا، غضت القوى العظمى، الطرف عن أفعال حفتر وتجاهلت جرائمه ومحاولاته الانقلابية دون أي تعليق بل تحصل على الدعم من نظام الانقلاب المصري ودولة الإمارات العربية لأنه ببساطة يخلق فوضى تزرع في الأذهان فشل الثورات وأنه لا مناص من حكم الاستبداد في منطقتنا ودولنا.

 

 

 

ويقول “الدكتور محمد اشتاتو” أستاذ العلوم التربوية في جامعة الرباط، ويعمل أيضا كمحلل سياسي لدى وسائل الإعلام المغربية والخليجية والفرنسية والبريطانية: ” لا شك في أنّ “الربيع العربي” فشل فشلًا ذريعًا. فبدلًا من أن يعبّد الطريق أمام الديمقراطية ويكون بداية زمنٍ من الاستقرار والتطوّر، لم يأتِ إلّا بالتفكك و الاضطراب لسكان المنطقة الذين يعانون أساسًا من الفقر المنتشر ونقص الفرص، وأضاف إلى معاناتهم اليوم من تردّي الأحوال الأمنية وغموض المستقبل.

 

 

ويحنّ بعض الناس إلى زمن ما قبل الربيع العربي، إذ كان يؤمّن لهم فرص العمل والأمن، أمّا اليوم، فيعيشون في غموض الغد والخوف من العجز عن تأمين لقمة العيش لعائلاتهم، إلّا أنّ الطبقتين الفقيرة والوسطى “إن وُجدت” لا تترحّمان على أيام الدكتاتورية، لكن إذا اقتضى الاختيار بين الخبز أو الديمقراطية، لاختارتا الخبز لأنّ الحياة، في نهاية المطاف، أهمّ من أي شيء آخر.

 

 

ففي السودان تطل الثورة برأسها، بعد أن تشبع المجتمع الدولي بكثير من العظة والعبر والتجربة من أمثلة ثورات عربية سبقته، كانت الأوضاع المضطربة فيها و لازالت مثار صداع مؤلماً في رأسه.

 

 

 

فجاء المزاج الدولي غير متوافق مع خلق عدم استقرار في دولة تشكل تأثيراً عميقاً في أمن أكثر من ثماني دول جارة لها.

 

 

علاوة على دورها الفاعل في إيقاف نزيف الهجرة إلى أوروبا و مساهمتها في صنع السلام داخل بعض دول جوارها التي تشهد اضطرابات كدولتي جنوب السودان، وإفريقيا الوسطى.

 

 

 

ولم يخف سكرتير الحزب الشيوعي السوداني المعارض، الذي يقف حزبه مسانداً لهذه الثورة،  قلقه من عدم الدعم الدولي للثورة السودانية، وتركها وحيدة تصارع على البقاء، مستنجداً بسودانيين في الخارج مساعدته في حشد المجتمع الدولي.

 

 

 

وفي الداخل راهن النظام السوداني على كسب الوقت، وكسبه في فتور الحماس وانطفاء جذوتها، بعد مضي نحو سبعة أسابيع من عمرها، بالإضافة إلى القبضة الأمنية القوية، التي نجحت كثيراً في شبه إخمادها.

 

 

كما ساعده على ذلك الغموض في من يقف وراءها، وعدم خروج قادتها الحقيقيين للعلن، الذين بدأت تتساءل عنهم وسائل الإعلام المحلية والخارجية بشدة، ليفصحوا للرأي العام عن أنفسهم وكُنههم، مما انعكس ذلك على توجس الشارع السوداني والمجتمع الدولي، من اتباع جسم غامض يقود الحراك، لم يقو على الكشف عن نفسه، ناهيك عن برنامجه.
الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



تعليق واحد

  1. ثورتنا مستمره الادلى اسقاط النظام
    وتسقط بس لو جبتو الجن وانو ما حا تعرفو المحرك اها

زر الذهاب إلى الأعلى