تجفيف السيولة يدفع المواطنين للعودة للخِزّن الخاصة

كلما انبت الزمان قناة…ركب المرؤ فيها سنانا… بيت الشعر هذا ينطبق عليه حال اصحاب الاموال في السودان في الايام هذه التي شهدت تجفيف متعمد من الحكومة لمحاربة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني.

وقبل اكثر من شهر نفذت السلطات الاقتصادية حملة لسحب السيولة وحصرها في البنوك فقط. وشملت تعطيل كثير من آلات الصرف الآلي، وايضا وضع سقف للسحب عبر البنوك لا يصل الى اكثر من الفي جنيه.

ونتج عن ذلك توقف التعامل بصورة كبيرة في السوق الموازي للعملات الاجنبية. لكن كان لهذه السياسة المالية اثارها السلبية. وأولها انعدام ثقة المواطنين والشركات في النظام المصرفي بعدما فشلوا في سحب اموالهم المودعة في المصارف رغم حاجتهم لها. وكان البديل الاتجاه لحفظ الاموال في شكل اراضي او ذهب.فيما اتجه البعض الآخر لامتلاك خِزّن حديثة ليحفظوا فيها اموالهم حتى يحصلوا عليها متى ما ارادوا.

حسب المدارية التي ذهبت الى احد تجار الخزن المستوردة وعلمنا منه ارتفاع كبير في الطلب .

على الخّزن المستوردة

ارتفاع الطلب على الخزن

يقول صاحب محل بيع الخزن المستوردة ان الشهر الحالي شهد ارتفاع ملحوظ في الطلب على الخزن المستوردة خاصة من الافراد وجزئي من الشركات. وتتراوح اسعار الخزن المستوردة بحسب الحجم، يبلغ حجم 1.2 متر 44 الف جنيه، والمتر الواحد 32 الف جنيه.

الكاش يحسم النقاش

مصادفة وجدت رجل اعمال في محل بيع الخزن المستوردة، قال انه حضر ليشتري خزنة بعد ان تعرضت شركته لمشاكل كبيرة بسبب شح السيولة وتحديد سقف معين للسحب من حساب الشركة في البنك. خاصة وان للشركة التزامات مالية بمبالغ قليلة لا يمكن ان تتاخر مثل أعمال الصيانة الطارئة، وحتى المرتبات.لذلك لجات الشركة للحوصل على خزنة والابتعاد عن يداع الاموال في البنوك.

واحدة من تعقيدات حجب السيولة المالية ان الشركات اصبحت تبيع بسعرين، السعر الاساسي عندما يكون الدفع بالجنيهات السائلة، اما عند الدفع بالشيكات وحتى لو كانت واجبة السداد عند لحظة البيع فتقوم الشركة بوضع ارباح اضافية تبلغ نسبة معتبرة من السعر الاساسي، مثلا عند الشراء بمبلغ 100 الف لكن بالشيك قد يصل السعر الى 120 جنيها بسبب تعقيدات سحب المبلغ من البنك

ذهبت الى محل بيع خزن صناعة محلية لم تختلف الاجابات كثيرا سوى ان الطلب عالي على الخزن ذات السعات القليلة مثل 70 سنتمتر او 50 سنتمرت وخاصة من النساء. كما ان سعر الخزنة الصناعة المحلية سعة المتر ابلغ 15 الف جنيه بينما يبلغ سعر الخزنة سعة 55 سنتمترا 3.5 الف جنيه.

قد تكون سياسة سحب السيولة وتجفيفها اثرت بقوة على السوق الموازي للعملة وجعلت الدولار بلا سعر.لكنها في ذات الوقت لها تبعات سالبة مثل فقدان المواطن للثقة في النظام المصرفي والعودة للاحتفاظ بالاموال بعيدا عنه بالتالي خروج ثروات كبيرة عن دائرة الاقتصاد.

الخرطوم(كوش نيوز)