تحقيقات وتقارير

رحلة البحث عن عريس داخل بيوت الزار

يعد الزار أو ما يطلق عليه بالدستور أو الريح الأحمر واحداً من الطقوس القديمة والمنتشرة بكثافة في السودان وتصاحب النساء في الغالب وقليلاً من الرجال ويعد من الممارسات الخبيثة التي تمزج بين طاعة الجسد وطاعة الجن وهي متنفس روحي وتصاحب تلك الطقوس بعض الرقصات الخاصة والدقات الصاخبة الى جانب إختيار مكان مناسب لإقامة تلك الطقوس والتي تكون في الغالب في منزل إحدى سيدات الطبقة المخملية بينما تكون أغلب المشاركات في تلك اللّمة المثيرة للجدل من النساء الكبيرات في السن ومتوسطات العمر والتي تطلق على بعضهن القاب معينة منها لقب الشيخة ولكن تغير الحال وأصبح في الآونة الأخيرة صار تسجيل الحضور داخل بيوت الزار هي من فتيات صغيرات بالسن وطالبات الجامعات .

بحثا عن عريس

الطالبة حياة إبراهيم قالت بحسب صحيفة الجمهور ان أحاديث طرد الزار للشياطين هي مجرد معتقدات خاطئة زمن يصدق تلك الاحاديث هو انسان جاهل وتضيف ان كثير منن الطالبات الجامعيات يلجأن لبيوت الزار ليس بهذا الغرض تحديداً ولكن لأغراض أخرى وهي البحث عن عريس بعد عزوف معظم الشباب عنه وهناك أغراض أخرى وهي البحث عن التفوق الدراسي (تخيلو واحده تخلي المحاضرة وتمشي بيت زار عشان تنجح).

دجل وشعوذه

وأضاف العامل مبارك زين العابدين أن الزار هو صورة من أشكال الدجل وهو عباره عن حفلات تقرع فيها الطبول وتتمايل على نغماتها الأجساد كما يتصاعد فيها البخور لإرضاء الشياطين وأعتقد ان تردد الطالبات لبيوت الزار لا يخرج عن أمرين أحدهما البحث عن حلول أكاديمية او البحث عن عريس لافتاً الى ان الغريب في الأمر ان مثل هذه القناعات يفترض الا تقتنع بها طالبة جامعية مثقفة وده الشي المحيرني .

وهمة كبيره

ومن جانب آخر قال الموظف أحمد علي المؤسف أن الطلبات كثيرة والمتعددة التي تطلبها صاحبة الزار تقوم الطالبات والفتيات الصغيرات بتلبيتها فوراً وقال ان النساء الكبيرات في السن يعرفن جيداً ان حلقات الزار ما هي الا وهمة كبيرة لذلك معظم قعدات الزار تستوعب الطالبات الجامعيات والفتيات الصغيرات اللّائي ليس لديهن اي خبرة في هذا الموضوع لافتاً الى جانب اخر لا بد من الإشارة اليه وهو ان هنالك أسبابا أخرى تدفع بالطالبات الجامعيات لإرتياد تلك البيوت

وأبرزها وجود جو من الحريات هناك بحيث تتاح لهن فرصة التدخين وتناول الشيشة وغيرها من المكيفات وتلك كارثة بكل المقاييس … سؤال يحتاج الى إجابة بالمقابل أبدى عدد كبير من المواطنين حيرتهم الشديدة تجاه إقبال الفتيات والطالبات الجامعيات على بيوت الزار وأكد عدد منهم ان الكارثة حقيقية خصوصا وهن على قدر كبير من التعليم والثقافة ليتساءل بحيرة (إذا كانت الطالبة الجامعية المثقفة والدراسة تقتنع بمثل هذه الاشياء وتمارسها دون حياء ..

ماذا تفعل رصيفتها الجاهلة والتي لم تتلق اي قدر من التعليم ..؟.)

علم الإجتماع

ويضيف أستاذ علم الإجتماع عبد الهادي الصادق أن الزار له علاقة كبيرة بالمرض النفسي والتغيير سنة الحياة لا ان التغيير في المعتقدات امر في غاية الصعوبة لأن ذلك لا يصاحبه تقبل إجتماعي مضيفا ان الزار يعتبر ظاهرة مرتبطة بالعادات والتقاليد التي لها ثبات نسبي عند بعض الفئات وهي تنتشر عند فئات معينة زاما الفئات التي يكون فيها وعي ديني وثقافي فهي تندر فيها ظاهرة الزار بدليل اننا نجد ان هذه الظاهرة منتشرة في معظم المناطق الطرفية والنائية سواء في المدن الكبيرة المتحضرة او الصغيرة خاتما بأنها باتت مؤخراً من الظواهر القليلة وهي الآن في طريقها للإنقراض

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى