بالصور: السودانيون في صفوف الوقود يحولون الضائقة إلى كرم وجود
ضرب السودانيون أروع المثل كعادتهم في الجود والكرم والإيثار، خلال وقوفهم في صفوف الوقود، بحسب مانقل محرر (كوش نيوز) ففي أحد الصفوف بالعاصمة السودانية الخرطوم فؤجيء أصحاب السيارات التي تنتظر دورها في التزود بالوقود، بسيارة تحمل الطعام والمياه الزلال لتقي به المنتظرين في حر الشمس، كتبت سلمى فتحي قائلة : شعب ما يستاهل إلا الخير،هذا المشهد لم يكن في سوق أو ساحة لعب إنه في محطة وقود بحي النسيم شرق الحاج يوسف بالخرطوم، شباب جاءوا بعربة نقل مليئة بالطعام (لقمة بالتقلية و ملاح الروب ) وثرامس من المياه الباردة، كل هذا لإطعام أصحاب السيارات المنتظرة دورها في محطات الوقود، دون مقابل ولوجه الله تعالى، وجزاهم الله خير.
وكتب الناشط في العمل الطوعي طارق أحمد خالد قائلاَ: شعب جبار لازم يحيرك في كل مرة، كلما ظننا أنه سقط تحت الرماد هب من جديد من ركامه كطائر الفينيق، وأعاد لنا بصيص وجذوة الأمل.
وقبلها تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي مقطع فيديو لعريس محمولاً علىأكف الراحة في إحدى محطات الوقود بالسودان، تعود تفاصيله إلى أن : خلال تكدس عشرات من المركبات بإحدى محطات الوقود وسط سوق مدينة بورتسودان شرقي السودان، لاحظ المواطنون المحتشدون لنيل حظهم من حصة الوقود الذي يشهد ندرة هذه الأيام، لاحظوا وجود عربة مزينة تقل عريساً في طريقه لإكمال فرحه، تزح بين السيارات المتكدسة، وطال الانتظار ، فما كان من الحاضرين إلا أن أفسحوا الصفوف للعريس وعربته لنيل حصته من الوقود، وطالبوا عامل المحطة أن يعطيه الأولوية قبلهم .
محطة الوقود تحولت إلى حفل مصغر فقد حرص السائقون المنتظرون على مشاركة العريس فرحته أثناء تزويده بالوقود فأخذوا يتغنون له بروائع أهازيج ” السيرة” بينما عروسه تنظر بإستحياء من خلف الزجاج مبتهجة بمشهد أهل الثغر وحسن معاملتهم، واكتملت دهشتها حينما أصر أحد السائقين أن يدفع قيمة الوقود إحتفاءً بالعريس الضيف الزائر بمحطة الخدمة.
وكان تعليق أحدهم : هذه هي شيمة الشعب السوداني الأصيل الذي لاتزيده المحن والأزمات إلا تعاوناً وتراحماً وكرم.
ويشهد السودان مُنذ أواخر مارس الماضي ضائقة حادة في الوقود بجميع ولايات البلاد، مما خلق تكدساً للسيارات في محطات الخدمة وشبه شلل تام في حركة المواصلات العامة، وسط تضارب حول موعد إنفراج الأزمة.
أبومهند العيسابي
الخرطوم (كوش نيوز)
