تحقيقات وتقارير

علي الحاج يجأر بالشكوى من تهميش وزراء حزبه .. و آن تسديد فاتورة الشراكة

 

 

الخرطوم : نجاة إدريس

أقر الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. علي الحاج بمعاناة وزراء حزبه المشاركين في حكومة الوفاق الوطني كونهم ينفذون سياسات حزب المؤتمر الوطني الحاكم. وقال في تسجيل صوتي، إن وزراءه محجوبون ولا يستشارون في كثير من المسائل الخارجية على الرغم من كفاءتهم. وأضاف الحاج بأن ذلك يمثل ثمن الشراكة في الحكم.

 

 

شكاوى سابقة

الملاحظ أن هذه الشكوى التي خرجت من لدن الأمين العام للمؤتمر الشعبي من أنهم حزب لا يستشار لم تكن هي الأولى من نوعها فقد قدم ذات الشكوى قادة أحزاب شاركت الحكومة على مر عصورها وليس تصريح مني أركو مناوي ببعيد عندما قال إنه ليس مساعداً للرئيس بل هو (مساعد حلة) وهو ما دفع إمام الأنصار الصادق المهدى وقتها لنعته بمقولته الشهيرة بأنه (مريّس ومتيّس).

 

 

وذات الشكوى دفع بها وزراء من حزب الاتحادي الديمقراطي الأصل فقد قال وزير الأوقاف الأسبق د. تاج السر الفاتح بأن حزب المؤتمر الوطني لم يعطه أي مهام يمارسها كوزير فقد استأثرت إدارة ” الحج والعمرة” بكل ما تفعله وزارته وذات الشكوى أطلقها شقيقه بالأصل وزير الدولة بوزارة الثقافة سيد هارون الذي اشتكي بأن الذين تحته من كوادر الحزب الحاكم ممسكون بكل مهام وزارته وهو ذات الشيء الذي أكدته نائبة رئيس المجلس الوطني عائشة محمد صالح حينما قالت في حوار سابق مع ” الصيحة ” بأنهم وغيرهم من الأحزاب الأخرى تحدثوا مع إخوانهم من الحزب الحاكم حول ذلك ولكن لا حياة لمن تنادي” .

 

 

خارطة وزارية

وقال وزير تنمية الموارد البشرية د. الصادق الهادي المهدي في حديثه لـ “الصيحة ” أمس ما إذا كان لا يستشار كحال وزراء الشعبي. فرد قائلاً بأن القضايا تختلف فهناك قضايا تنفيذية يتم مناقشتها داخل مجلس الوزارء ويمكن للوزير أن يناقشها، بل ومناقشة موضوعات أخرى يراد متابعتها لاحقًا ويمكنه أن يأخذ أي إفادة فيما يختص بالعمل التنفيذي المباشر.

 

 

وأضاف المهدي أما المواضيع السياسية فيتم نقاشها من خلال الجلسات الراتبة التي تكون بين المؤتمر الوطني والأحزاب الأخرى المشاركة معه في حكومة الوفاق الوطني مثل مناقشة قضايا الدستور أو قضايا الانتخابات أو قضايا الحوار الوطني وكل هذه المواضيع تكون لها آلية لمتابعتها وأما إذا كانت هناك مواضيع أخرى تحتاج للنقاش فيمكن الاتصال بقيادة المؤتمر الوطني للمزيد من التشاور أو للاستفسار حول ما يشكل منه، وأضاف المهدي ويمكن أن يلجأ الوزير لأن يطلب مشورة بعينها إذا لم تتم مشاورتنا أو نطلب إفادة أو رأيًا بعينه .

 

 

شخصية الوزير

وعما إذا كان العمل الفعلي تكون إدارته عند وكيل الوزارة أو كوادر الحزب الحاكم بالوزارة، قال المهدي بأن الوزير الذي يملأ مركزه لا يستطيع أحد أن يتجاوزه مضيفاً بأنه ليس من مهام الوزير متابعة العمل التنفيذي بل عليه أن يركز على السياسات العامة لوزارته وكيفية تنفيذ خطة الوزارة المجازة من مجلس الوزارء والمجلس الوطني أما التفاصيل الدقيقة للعمل التنفيذي فهي من مسؤولية وكيل الوزارة وختم المهدي حديثه بأن (الوزير البيمل مركزه مافي زول بيقدر يهمشو ).

 

 

مشاورة معدومة

وقال القيادي بحزب المؤتمر الشعبي أبوبكر عبدالرازق في حديثه لـ (الصيحة) أمس بأن المؤتمر الوطني لا يشاور حتى أفراده دعك من مشاورة بقية الأحزاب الأخرى ،مشيرًا إلى أن الحزب الحاكم لا يستشير حتى أعضاءه ناهيك عن استشارة الأحزاب الأخرى ، مضيفًا بأن الشورى ليست ثقافة لدى الفرد الحاكم أو لدى حزبه ومثل هذه الحكومات التي تقوم على سلطة الفرد الشورى ليست من ثقافتها فهي تشاور عندما تريد وتمنع وقت أن تريد .

 

 

تمليك الحقيقة

وأضاف عبدالرازق أما مجلس الوزراء فهو مجلس منتظم تتم فيه (شورى) جماعية كونه مؤسسة قائمة للمشاورات الجماعية . أما المشاورات التي يعنيها د.علي الحاج في حديثه هي المشاورات الجوهرية والتي لا تعرض على مجلس الوزارء وبالتالي يتخذ فيها قراراً دون علم الأحزاب المشاركة ودون علم مجلس الأحزاب نفسه وأحيانًا ما يشترطه الدستور في(استشارة) مجلس الوزراء قد لا يؤخذ به وهو ما تم العمل فيه في قرارات مهمة مثل إرسال القوات السودانية إلى اليمن أو قرارت الحرب لذلك نحن نقول الحق للرأي العام من أجل أن يمارس الرأي العام الضغط على رئيس الحزب الحاكم وحكومته وحتى يتم النزول لما هو متفق به من مخرجات الحوار الوطني وحتى تتخذ القرارت الجوهرية داخل التنسيقية العليا التي يرأسها رئيس الجمهورية نفسه وحتى تتم (الشورى) في القرارت الكبرى مع الأحزاب داخل اللجنة التنسيقية العليا وعندما تصل هذه للأحزاب تكون هناك مسودة معدة ناضجة يتم التداول فيها ريثما يتم الوصول للقرار النهائي لكن المؤتمر الوطني ورئيسه لا يشاور في كثير من الأحيان.

 

 

قائلاً “نحن كحزب مسؤول أردنا أن نكون أمناء مع الشعب لأننا حزب رائد والرائد لا يكذب أهله . أما الأحزاب الأخرى فبينها أحزاب عملت من أجل (الاستوزار) لذلك فهي لا تهتم كثيرًا برشد الحكم ولا بمخرجات الحوار وإنفاذها.

 

 

وأضاف عبدالرازق بأن هناك من أسر له من قيادات الحزب الحاكم قائلًا إن هؤلاء يريدون المناصب وأعطيناهم وقد كان صادقًا فكانت الأحزاب تبحث عن المخصصات والمناصب فسكتت أما نحن فلم نسكت.

 

 

الحرطوم(كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى