أبرز العناوينتحقيقات وتقارير

أمين حسن عمر يقاطع جلسة البرلمان لهذا السبب(…) رغم رجاءات صديقة

لا شك أن الدكتور أمين حسن عمر اسم فخم في السياسة، ففوق تجربته الراسخة في المضمار لديه بُعد الموقف دائما خاصة في التاريخ السياسي المعاصر الذي أثبت أمين أنه فرسه بلا منازع، لا يبدو مكترثا كما تقول النظرية السياسية في هذه الحقبة بالذات أو تتحكم “الطلاسم” في مواقع الأقدام، إذ أنه كثيرا ما جهر برأيه حول مختلف القضايا.
(1)
حتى صباح أمس وصل أمين حسن عمر عضو البرلمان عن حزب المؤتمر الوطني مبكرا لحضور جلسة تعذر نصابها في بادئ الأمر قبل أن يكتمل لاحقا، لكن للأسف لم يكن أمين ضمن من تم عدهم داخل القاعة، إذ سرعان ما عاد أدراجه ودلف لإحدي اللجان بعد حوار ضمه مع زميله النائب المشاغب أيضا الأفوكاتو عبد الباسط سبدرات، ولما كانا الاثنان من جلساء الصف الأول للدولة والحكومة، فإنهما دخلا في نقاش طويل حول حادثة يجب أن نفرد لها الفقرة الأدنى بالطبع في هذه السلسلة حول الدكتور أمين حسن عمر.
(2)
ثمة ما أثار غضب دكتور أمين، عندما وجد في اللوحة الخشبية أمام قاعة البرلمان الرئيسة اسمه من ضمن النواب الذين تم تغيير مقاعدهم، في الحقيقة كانت الأمانة العامة للبرلمان قد قامت بنشر كشوفات بتبديل مقاعد النواب في البرلمان، صحيح أن الأمر يبدو كما لو أنه عادة ألفها البرلمان، أو بغية الانصهار بين النواب ولمزيد من التواصل الاجتماعي والتعرف على بعضهم البعض، لكن كانت مفاجأة لأمين الذي رأى فيها إجراء كان يستلزم إخطار النواب بهذه المفاجأة، أو إرسال خطابات رسمية لهم، في النقاش الذي ضمني ومعه عبد الباسط سبدرات، لكن للغرابة فإن كل النواب الذين حضروا جلسة أمس الأول لم يعدوا أنفسهم مجرد تلاميذ ودلفوا للقاعة حتى دونما احتجاج، وهو إجراء عقيم كما رأى أمين دون غيره من النواب، وطبقا لذلك فقد قاطع جلسة البرلمان، وعاد أدراجه دون أن يستجيب لرجاءات زميله عبد الباسط سبدرات الذي حاول إقناعه دون جدوى..
(3)
تمكن المحرر بالصدفة من تصوير هذا المشهد عبر كاميرا هاتفه، لكنها الصورة التي كانت تستلزم نقاشا حقيقيا حول فحوى وضعية النواب أنفسهم، والتساؤل عن ماهية ما تقوله لائحة البرلمان في ذلك، إذ أن الحادثة ما دامت قد أثارت حنق أمين وغضبه، وأجبرته علي مغادرة البرلمان ومقاطعة جلسته يوم أمس، فإنها بالتأكيد ذات مدلول كبير، ووقع وأثر عميق لكن للأسف ومن دون كل النواب لم يدركه إلا زميلهم أمين حسن عمر، وفي مدرسة التحليل السياسي عناية كبيرة بجلسات وأماكن جلوس القادة، كما هو في لقاءاتهم، كما يقول أيضا تاريخنا السياسي.
(4)
لم يحب أمين التعليق مطلقا على هذه الحادثة، ليس لكونها حادثة عابرة أو مثيرة للغرابة، بل لأنه لا يحب ـ كما قال ـ الحديث في أموره الشخصية، وبحسب حديثه فهي حادثة تخصه ولا ينبغي أن يتحدث عنها البتة، لكن في الحقيقة، إن ثورة أمين على تقليدية أداء الأمانة العامة للبرلمان حق باعتباره شأنا يخص النائب، وينبغي أن يستعد له، فمن غير اللائق أن يبدد زمنه في ملاحقة الأرقام ومواقع الجلوس، ويدخل في مغالطات حول مكانه كما فعل الكثيرون في جلسة أمس الاول وبدوا كأنهم يبحثون عن إبرة في كومة القش، لا مقعد في قبة البرلمان.
كان مشهد مغادرة أمين بحسب جريدة اليوم التالي يوم الخميس ،للبرلمان ومقاطعته الجلسات مع تأكيده على أن الموقف (شخصي) يعيد الجميع لما حدث في افتتاح الدورة حين جلس المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح عبد الله في المنصة بحكم منصبه وهو نفسه الرجل الذي كان يجلس في مقعد نائب دائرة مروي في الدورة السابقة، كان البعض يتساءل ساعتها عمن يجلس في كرسي (قوش) وبالطبع التعريف هنا النيابي وليس الدستوري.

الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى