اعتقال ناشطين بالخرطوم أثناء وقفة احتجاجية لبائعات الشاي

اعقلت السلطات الأمنية إثنين من الناشطين، “الثلاثاء”، خلال وقفة احتجاجية نفذتها بائعات الشاي في العاصمة السودانية، بالتزامن مع مؤتمر خدمي يشهده رئيس الوزراء بكري حسن صالح، ووزيرة الشؤون الاجتماعية بولاية الخرطوم.

وقال ناشطون لـ (سودان تربيون) إن الوقفة نظمتها بائعات الشاي بمحليات الخرطوم المختلفة وحضرها حوالي 380 من البائعات ومناصرين لقضيتهن، احتجاجاً على مصادرة السلطات معدات عمل البائعات منذ يوم 25 سبتمبر الفائت.

وأكد الناشطون اعتقال السلطات الأمنية لأثنين من الناشطين هما “عمر عشاري، وبكري العجمي”، مؤكدين أن قوات الشرطة فرقت الوقفة الاحتجاجية بالقوة بعد خمس ساعات من تنفيذها.

وقالت عضو مبادرة “لا لقهر النساء”، تهاني عباس، لـ(سودان تربيون) إن بائعات الشاي تقدمن بطلب لمقابلة وزير الرعاية الاجتماعية، مشاعر الدولب، بعد أن أجرين مقابلة مع مسؤول بمحلية الخرطوم في وقت سابق.

وكشفت دراسة أعدتها وزارة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم، خلال العام 2014، عن وجود أكثر من 13 ألف من بائعات الشاي في العاصمة السودانية الخرطوم وحدها.

وتقول الدراسة إن اختيار النساء هذا العمل كان نتيجة لظروف اقتصادية صعبة، ويتوقع أن يكون الرقم ارتفع خلال الآونة الأخيرة مع تزايد الوافدات من دول مجاورة يعملن أيضا في هذه المهنة.

وأعلنت مجموعة “حملة نساء ضد الظلم” في بيان تضامنها مع الوقفة الاحتجاجية لبائعات الشاي التي جاءت رفضاً لإستهدافهن ومحاربة مصدر رزقهن.

وقالت إن الوقفة الإحتجاجية هدفت لإرسال رسالة الى وزيرة الشؤون الاجتماعية بولاية الخرطوم أثناء مخاطبتها ملتقى “المسؤلية الاجتماعية” ومقابلتها بخصوص قضيتهن.

وتشكو البائعات من حملات ملاحقة تنفذها الشرطة بين الفينة والأخرى طلبا للتراخيص القانونية أو مصادرة أدواتهن في حال لم يدفعن لمجالس البلدية رسوما يقلن إنها باهظة فرضت عليهن مقارنة بدخلهن الضئيل.

من جهتها قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ شمال، برئاسة مالك عقار، إن “الوقفة هدفت للفت نظر العالم لما تعانيه بائعات الشاي من ظلم في عهد نظام المؤتمر الوطني ومحاربته للرزق ومطاردتهن بدون توفير بدائل لهن خاصة و أن معظمهن مسؤولات عن إعالة أسرهن”.

وأضافت الحركة في بيان تلقته (سودان تربيون) “هدفت الوقفة لمقابلة وزيرة شؤون الاجتماعية بالولاية ورفع مظلمتهن لها للقيام باللازم من واقع منصبها ومسوؤليتها”.

وأكد البيان المذيل باسم المتحدث باسم الحركة، مبارك أردول، أن قوات الشرطة قامت بتفريق الوقفة الاحتجاجية السلمية باستخدام العنف المفرط كما قامت باعتقال عدد من بائعات الشاي والصحفيين والنشطاء المتضامنين معهن.

وأضاف “الحركة الشعبية تتضامن مع المعتقلات والمعتقلين وتدين الاعتقالات الجائرة التي تمت لبائعات الشاي والصحفيين والنشطاء وتلفت نظر المنظمات الدولية الحقوقية ومنظمات حقوق الإنسان للتدخل العاجل لرفع الظلم عن هذه الشريحة المغلوبة على أمرها”.

وأوضح أن “النظام عاجز عن حلحلة قضايا شرائحة بائعات الشأي والشرائح الاجتماعية المختلفة، ويزيد تأزيم معالجة المشاكل بعقلية أمنية وقمعية”.

ودعا لتحويل الأزمة لقضية رأي عام من ضمن الأجندات العليا للناشطين والقوى المعارضة لإنصاف وإحقاق حقوق بائعات الشأي.

الخرطوم – كوش نيوز